بقلم : ناصر الظاهري
* يقول لك: في قانون سيقرّ، يقتضي غرامة للزوجة التي تخترق أسرار زوجها، وتفتش نقّاله، لا تقل عن 150 ألف درهم، وهذا أمر يثلج الصدر، ويفتر الثغر، ويجعل من شراب الزموتا أعذب وأبرد من منقوع التمر، لأن الزوج سيعيش في أمان واطمئنان، ولن يحّتل بطنه، وترتعد فرائصه كلما قربت الزوجة المصون من طفله المدلل، حامل أسراره أو غافلته في ليل ليس فيه نجم، وباتت تقلّب تلك الآلة الناطقة، والزوج يتقلّب على نار الغضا، الأمر الآخر أن الزوج يمكن يرجع خسائره على صاحبة الصون والعفاف في شهر واحد أو شاهرها من غوازيها، فإذا ما طلبت أمراً، قال لها: حاضر يا بنت العون، كله من كيسك، أما سهيلة فقد جاءها العلم والخبر اليقين، والله لفلّسها في غضون أسبوع، وإذا ما خليتها تعيش على إيجار البيت الشعبي، ما أكون «فلان»!
* هوس الناس بالهواتف الجديدة، هو نوع من المراهقة العصرية، تجد الواحد يقاتل على أن يمتلك النسخة الجديدة والمعدلة والمطورة قبل غيره، وكأنها ميزة اجتماعية، ومدعاة للتفاخر، رغم أن الكثير لن يتعرفوا على خصائص الجهاز الجديدة، ولن يستعملوها، حدودهم المكالمات والكاميرا والدردشة الكلامية، وذاك من ذاك من يرى بريده الإلكتروني، حتى أن بعضهم شيفتهم مب شيفة «سيفن وسيفن بلاس» حدّه قنّاص وطوّاش!
* الصينيون يقولون: إن كنت لا تعرف الابتسامة، فلا تفتح دكاناً، وهذا حال بعض الموظفين والموظفات، تجد الواحد منهم منذ الصباح الباكر، نفسه محمّضة، وتقول راوح «خِيلّ»، زعلان من أمس، والشور شوره لو يجد من يرهي عليه، ويتعارك معه، لأنه ضامن الغلبة، لكن ما ذنب المراجعين؟ الموظف؛ متشابك مع زوجتك، ما يخصهم، ما وافق البنك على السلفة الجديدة، ما يخصهم، ناديك نتائجه متعثرة منذ بداية الدوري، ما يخصهم، زادوا على عيالك أقساط المدرسة، بدون سبب، هم شو يخصهم، والموظفة؛ الخياط خرّب لك العباية، ما يخصهم، هذا الصيف ما قدرت تسافرين وين ما تبين، وما بقت إلا بانكوك، ما يخصهم، زعلانة من صديقتك، عملت عيد ميلاد وما عزمتك، ما يخصهم، البراطم بعد النفخ طلعن مش مثل ماتبين، وغديتي تشبيهين الفقمة، هم شو يخصهم؟!
* لو بعض الناس منذ أن يصحو، يعاهد نفسه، أنه لن يتبع الأذى، ولا يفكر بالأذى، ويمضي يومه كما أراده الله، رطباً بذكره، وأخضر كقلب نبيه، ولا يحزن كقلوب الصالحين من عباده، ماذا سيضره؟ وهل سينقص شيء من رزقه؟ لكنه بالتأكيد سيكسب تلك السعادة الغائبة عنه!