بقلم - ناصر الظاهري
- ما أعرف لِمَ المطربون منذ الأزل يلبسون نظارات سوداء حتى ولو في منتصف الليل، ويتسترون بها وهم يواجهون جمهورهم، حتى صارت عادة عند المشاهير من باب «ما أريد أحداً يعرفني»، ولكي يضفي على نفسه شيئاً من الأهمية بتقديم شخصيته في أجواء ضبابية مبهمة، والتي استعارها رجال الحراسات والأمن في بقاع العالم دونما أي سبب يوضح للناس، ما هو سر إخفاء العيون عند المطربين والأمنيين حتى مرات لا تعرف من يحرس، ومن يطرب، وقد قدم المطرب أبوبكر سالم نفسه بتلك النظارة مثل نظارة المخابراتي في عهد عبدالناصر، «صلاح نصر» في أغنية «على طريق الهدى»، وكذلك المطرب طلال مداح في بدايات الغناء في بيروت، قد نعذر «سيد مكاوي»، والمطربة «عائشة المرطا» في هذا الأمر، لكن لا نقبله من مطربين لم يتبرعموا بعد، ومتبرقعين من «الخَكّه» أنصاف الليالي!
- «واحد من المعضلين الذين يلبسون فانيلات ضيقة، شاف واحداً يصور في مطعم لندني بموائده العامرة، ويستعرض بكاميراته كل المجال، أي 180 درجة، ففز له معتقداً أنه يصوره، ونحن نقول له إنه يصور «سيلفي»، ودخش هذاك الشاب بو شعر مفلفل ووجه أشقر، ولابس كندورة، وتهيأ له أنه رآه في مكان ما، وين الدور حامي، ووين يهز المبتلي برأسه، ووين ينزلون الأسياد، وتداغش وياه في وسط مطعم لندني محترم، وتعال حايز بين الفاعل والمفعول و«بيكادلي» بينهما، فقلنا راح الصبَيّ، وسمعنا قرقعة، وصرير أرجل طاولات، ومواعين تتساقط، وجثة كبر الثور تنخ، وصبياً أشقر بشعر مفلفل يصرخ: وسخ كندورتي.. وضيع مكياجي على الفاضي»!
- «ليوناردو دي كابريو»، ممثل عظيم، أمثاله لا يتكررون، لا أدري لماذا أقرن الشبه بينه وبين الفنان العربي الكبير «محمود عبدالعزيز»، متعة الأداء السهل الممتنع، جمال الدهشة، ولذة الفُرجة، هذا ما أقوله عن هذا الشاب الذي خرج من غلالة وسامته ليظهر مكنونات دواخله، وآخر أفلامه الجميلة «كان يا ما كان في هوليود أو حدث ذات مرة في هوليود» كان أكثر من ممثل كبير!
- لماذا أحياناً نحنّ لأيام الصور التي أخذناها في الأستوديو، والملونة يدوياً، والتي تعبر عن طيبة داخل النفس لم تتلوث، والحب القديم زمن ما قبل الديجتال، وأشرطة «الكاسيت»، ومنوعات الأغاني السريعة، نبدو كلما توغلنا في الجديد قدماً، جرّنا القديم للمكان الذي ودّعناه!