مدارس الثقافة العسكرية ـ 2

مدارس الثقافة العسكرية ـ 2

مدارس الثقافة العسكرية ـ 2

 صوت الإمارات -

مدارس الثقافة العسكرية ـ 2

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

ملتقى مدارس الثقافة العسكرية السنوي، والذي أقيم برعاية كريمة من لدن معالي الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل نهيان، جمع الفن والرياضة والتعليم وبعض المظاهر العسكرية، شاركنا فيها نجوم منتخبنا الذهبي، والنجم الكويتي فتحي كميل، والحارس البحريني حمود سلطان، وكثير من الوجوه الرياضية والفنية، لقد كانت تلك الجمعة الطيبة التي خرجنا منها، وقد جرتنا أربعين سنة إلى الوراء، كنا أطفالاً، واليوم الكثير منهم أصبح جدّاً، غالبنا الحياة، فغلبها البعض، وتغلبت على البعض، كل منّا أخذ سهمه من الحياة نحو أحلامه وطموحه، البعض وصل، والبعض خانت به ركائب الحظ، كانت أمسية دافئة بكل ما يعني الدفء والحب، أغلبنا لم يعرف الآخر، فقد ودعناهم صغاراً، لم يخط لبعضهم شارب، واليوم تغيرت الوجوه القديمة، واستعصت على الذاكرة الملامح الجديدة، في تلك الليلة لم يخرج الحوار عن التفاصيل الجميلة التي نذكر ونتذكر، لم يخرج عن ذكر من علمونا ودرّبونا وضربونا ووجهونا، ولم يخرج عن تلك المقارنة بين جيلنا وجيل الأبناء اليوم، كنا نعيش على خشونة الأشياء، وشظف العيش، وكبرنا رجالاً، وهم يعيشون كل سبل الرفاه، ونعيم الأشياء وناعمها، لكنهم مختلفون، ولا يشبهوننا، لا نريدهم صورة منّا، ولكن لا يفرطوا في الثوابت، وتلك الأشياء الجميلة التي تميز أهل الدار الطيبين، كانوا يقولون كل ذلك، ويجرّون بعدها آهة، لا يفهمها إلا من عاش في «بركسات» الجيش، والرطوبة تنغل الطبقة الأسمنتية، ومروحة هرمة وحيدة معلقة في السقف، وبطانيات من الصوف الإنجليزي الرمادية غطاء الصيف، ولحاف الشتاء، وأكل من «البندرة أو الكانتين»، وسيارات «بيدفورت» تنقلهم من أبوظبي إلى مدنهم المختلفة ظهر الخميس، ليعودوا ظهر الجمعة.

لقد مر على مدرستنا العسكرية مدراء أجلاء «ماكدونالد، وإدوارد، وخليل خريسات، وسعيد عبدالله ناصر، وعلي الجفال، وعبداللطيف التوم، وناصر البلال، وفاضل الشامسي» وجاءهم بعدهم كثيرون بعدما تخرجت منها، كانت سيرة معلمينا هي السائدة في الحديث، اليوم وبعد ما كبرنا، عرفنا قيمة ما يقولون، وما يفعلون. حديث الذكريات يطهّر النفس، ويمدها بطاقة إيجابية عالية، تشعر بعدها بتلك الخفة التي تشبه خفة الطائر، وثمة أشياء من السعادة تحوم حولك كهالة من نور.
كل الشكر للأستاذ والمربي «سعيد عبدالله ناصر» على جميل الالتفاتة، وطيب الجمعة، وإدخال الفرح لقلوبنا، والشكر لكل القائمين والمتطوعين لجعل تلك الأمسية ناجحة ودافئة بامتياز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدارس الثقافة العسكرية ـ 2 مدارس الثقافة العسكرية ـ 2



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates