بقلم - ناصر الظاهري
- بصراحة.. ودي أشوف صديقنا الإثيوبي مدير منظمة الصحة العالمية بقفاز وكمامة، مثل خلق الله، لأنه ليس من المعقول أن يأمر الناس باللبس، وهو عار أو ينصح الناس بالبر وهو عاص، مرة يقول: كورونا لن ينتهي حتى تعلن هندوراس أن ليس بها بأس، ومرة يقول: تسلفينا وتعافينا ولم يبق شيء علينا، يعني أنا وترامب، سبحان الله، القبول من الله ما أتحاب وياه، ولا يعجبني فيه شيء إلا شعره السبعيني الذهبي، لكن حين يتحدث عن مدير الصحة العالمية يجبرني أن أنصت وأستمع لحكمته الغائبة، لأن منظمة الصحة العالمية تشعرني رغم عدم فهمي وقلة استيعابي لدورها وأجهزتها أنها مشروع صيدلية كبيرة تريد أن تبيع كل مخزون الأدوية التي عندها، والتي قاربت على انتهاء مدتها للشعوب الفقيرة والجاهلة والنامية، لقد أمضينا حوالي أكثر من سبعين عاماً بعد الحرب العالمية الثانية، ولم نسمع بصيت لأي مدير لمنظمة الصحة العالمية، كانوا يعملون ولا يظهرون، وصاحبنا كثير الظهور والحضور، عديم الرجاء، وجالب الوباء، ومروع الأبرياء!
- شفتوا.. كيف دار المبررون والمحللون، والذين يمكن أن يروبوا الماء على الشاكية المسكينة، هي وزوجها من قطع الكهرباء، وتجاوب الوزير مشكوراً لقضيتهما، وقضية الكثيرين الذين اكتفوا بالصمت حيال تعسف محصلي فواتير الكهرباء، سبحان الله كيف دبّجوا تلك العريضة التي استغرقت ساعات، لأنها كانت دقيقة الصياغة، جزلة العبارة، وكأن كاتبها محام أو مستشار قانوني، وداروا المسألة برمتها على تقصير تلك العائلة وعدم استجابتها حيال ما يرسل لها من فواتير، وأن ديونهم المائية والكهربائية قد تصبح من الديون المعدومة، والتي يمكن أن تهز ميزانية وموارد وزارة الطاقة، طالبة من المواطنين الكرام ألا يخلطوا الموضوع مع موضوع المليارديرات الهاربين من البنوك بديونهم المتعسرة، كما لا يخص المساعدات الخارجية التي تقدمها الإمارات للآخرين بموضوع قطع التيار الكهربائي عن عائلة مواطنة في الداخل! ولا دخل للصيف ولا ذبابه في فواتير واجبة التحصيل، لأنها أمانة عامة، ولا يستثنى منها متقاعد أو عجوز أو متعسر!
- ينبغي علينا التنبه في المرات القادمة، ولتكن أمور هذه الجائحة فرصة لنا للتعلم وكسب التجربة، علينا أن نضع لجنة صياغة لكل التوجيهات والبلاغات والإرشادات التي توجه للجمهور، ولا نجعل الأمر متعلقاً بالارتجال، والتعبير الشخصي الآني، هناك فرق مثلاً بين ممنوع السفر، وتقنين السفر، فالأولى لغوياً خطأ، لأنه بدأ بنكرة، وتعني المنع التام، أما التقنين فهو يصرح لأناس، ويمنع عن ناس! وهناك ارتباكات إعلامية ولغوية فردية كانت بحاجة إلى تفكير جمعي، ولصياغة جماعية مركزة، وهذا يحدث عند كثير من الشعوب حين الأزمات، المقصد أن الدقة تنفعنا، وتعين وسائل إعلامنا، ولا تترك مجالاً للاجتهاد الشخصي أو التفسير المبني على أكثر من احتمال.