المنذورون للتطهر والفناء

المنذورون للتطهر والفناء

المنذورون للتطهر والفناء

 صوت الإمارات -

المنذورون للتطهر والفناء

بقلم : ناصر الظاهري

ترى في الحياة أشخاصاً منذورين لعمل ما، ابتغوا لحياتهم ذلك المسلك من دون غيره، لا يهمهم قول الناس، ولا المغريات، ولا يبحثون عن حياة عادية تتساوى وحياة البشر الآخرين، منهم من أعلن جنونه في الحياة، ليعذره الناس، ويكون من المعذورين الدائمين، والمرفوع عنهم الحرج، وهذا هو الهروب أفقياً، ومنهم من تنسك واختلى بنفسه، ونأى بها في مكان بعيد ومجهول، وهذا هو الهروب عمودياً، ومنهم من تَدَرّوش تاركاً مسافة بين التجوال في أرض الله، والهروب أفقياً، وبين الالتزام بالعمل الصالح مرضاة لله، والهروب عمودياً، ومنهم الآخر الذي تبتل وترهبن وتصوف، وجعل لخطواته ذلك المسار الضيق والمستقيم حتى يبلغ نهايته الدنيوية، أما حياته الآخروية فهي الانطلاق والانعتاق والملذات الحقيقية من فاخر الملبس وسائغ الشراب والحور العين، هؤلاء يرون الأمر بمثابة سجن الجسد في الحياة، لتطهر الروح بعد الممات، ومنهم الآخر ممن يرى أنه موكول بمهمة سريعة عليه إنجازها في الحياة، ولو احترق الجسد أو تطاير أشلاء من أجل أن تصعد الروح من عذابات الحياة إلى برزخ النعيم!
بالمقابل كيف ينظر الذين يتصارعون مع الحياة وقوتها وشياطينها وواقعها لهؤلاء البشر، بعضهم يعدهم من الهاربين من واقع الحياة وتعقدات أمورها إلى حياة ملئها الخيال البعيد، بعضهم يعدهم من البشر المسكونين بالخوف من المجهول، ومن القوى الخفية في الكون، فليجأون إلى تدمير الذات بطريقة أو أخرى، إرضاء لذلك المجهول الذي يخافون، والمصير الذي يعتقدون، وبعضهم الآخر يراهم من البشر الذين تعرضوا لصدمة كبيرة في الحياة لدرجة أن تأذت النفس، واختل العقل، وصار عطلاً في دواخلهم، فكان البحث الدائم عن سكون النفس الثائرة التي ما برحت تلوم صاحبها كل حين، وتطالبه بالتصرف الصحيح بأثر رجعي، والذي خانه في تلك اللحظة قبل الصدمة، لذا اختار ذاك الطريق الضيق في الحياة ليكفّر عن خطاياه تجاه نفسه أو تجاه الآخرين، ونشدان الخلاص بشكل عاجل أو أن يعمّر سنوات، ويخدم بعذاباته طويلاً، حسب أقداره ومقاديره.
هؤلاء الذين نذروا أنفسهم، يتمنون لو أن الحياة تعيد شريطها من جديد، ويكونوا قادرين حينها على ذلك السبر، والوغول لرؤية المستقبل»ديجا فو»، ليتمكنوا من تجنيب النفس تلك المحطة الصادمة، والمنعطف التاريخي في حياتهم، والمنعرج الذي هز الجسد، وبلغ حد أذى النفس، وأخل بتوازنه الاجتماعي، ليضعه في طريق النذر الضيق، لعل شيئاً من عطب النفس يصلح، وتسكن، ولو حمل صليب عذاباته على ظهره صعوداً للتطهر والنجاة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنذورون للتطهر والفناء المنذورون للتطهر والفناء



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates