دكان أبو الخير 1

دكان "أبو الخير" (1)

دكان "أبو الخير" (1)

 صوت الإمارات -

دكان أبو الخير 1

بقلم : ناصر الظاهري

كان دكان «أبو الخير» يترأس زاوية مهملة في بدايته في تلك الحارة الصغيرة، لكن مع الوقت، ودبيب الأرجل عليها، أصبحت تلك الزاوية حجر الرحى في الحي، وصار دكان «أبو الخير» مع الوقت، وصفاً لأقرب شيء معروف، ومكاناً ظاهراً للغريب، فأي نعت لأي مكان في الحارة، إما أن يكون:«عِدّال دكان أبو الخير» أو «عقب دكان أبو الخير»، وحين يحتار المرء في وصف مكان لملاقاة ضيف، يظهر دكان «أبو الخير» فجأة أمام ناظريه.

عدا أن دكان «أبو الخير» أصبح مكاناً للاستدلال، وضالة أي غريب، أصبحت الساحة الصغيرة الملاصقة له، ملتقى لكبار السن بعد صلاة العصر، يظل أبو الخير يشاطرهم جزءا من حديثهم الذي يكاد لا يتغير كل يوم من داخل دكانه، غير أنه مرات، وحين يشتد حماسه، يخرج رأسه من دكانه ويعلق، وحين يصير الأمر للحلف بالأيمان يظهر مرتدياً «وزاراً» ومقصرا قطنياً خفيفاً أثناء الحر، أما في الشتاء فيكون متدثراً بكندورتين رضف، وفوقهما صديري، وغترة صوف كشميري، يعقلها بعقال كيفما كان، لكنه لا يغادر قمة رأسه.
في دكان «أبو الخير»، تجد «يواني» الرز الكتانية، والسكر، والطحين والقهوة، وصفائح السمن البقري، وكل ما يلزم البيت من مونة ومير، وفي جانب منه تجد الأقمشة الرجالية البسيطة، والتي لا تتعدى العشرين طاقة من القطن غالباً، وألوانها المتقاربة: الأبيض والسكري والبني والمعصفر، وهناك زاوية لأقمشة النساء: الأثواب والكنادير العربية والشيل، وحتى أقمشة البراقع والفرش والمطارح، وكلما سافر أبو الخير إلى الهند أو شيراز، زادت في دكانه بضاعة جديدة، نعال جلدية «أم سيرين» أو نعال «جَبَّلي»، ومرة أحضر من إيران معاطف طويلة لم يعرفها العرب، واعتقدوا في البداية أنها تشبه خيال المآتى التي ينصبونها في مزارعهم طرداً للطيور، ولكن في عز برد «المريعي»، ارتدى أبو الخير واحداً من هذه المعاطف الخبّازية اللون، والمبطنة بالصوف، فاستلطفها كبار السن، خاصة حينما يغبشون فجراً لأعمالهم أو يذهبون لصلاة الفجر في المسجد غير البعيد، كنت تراهم بتلك المعاطف أشبه بـ «السنترية» أو حراس الأسواق، من كان يغايرهم أولئك الذين كانوا يعملون في جيش «تي.أو.أس»، والذين يرتدون معاطف وبرية، زيتية اللون من مستودعات الجيش في قلعة الجاهلي أو من معسكر الشارقة، والتي كان أبو الخير يرفض بيع مثلها أو يشتريها من بعض الجنود في عز فاقتهم، كان يقول «ما أريد مشاكل مع الإنجليز.. لا أبيعهم، ولا أشتري منهم»!..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دكان أبو الخير 1 دكان أبو الخير 1



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates