يمكن أن نخلق فرحنا

يمكن أن نخلق فرحنا

يمكن أن نخلق فرحنا

 صوت الإمارات -

يمكن أن نخلق فرحنا

بقلم - ناصر الظاهري

لا شك أن الإمارات عاشت بهجتها، وخلقت فرحتها، وأهدتها لكثير من البلدان والشعوب خلال هذا الشهر بأشياء كثيرة، لعل من بينها أجواء بطولة كأس آسيا، وفتحها الصدور قبل الأبواب للأشقاء والأصدقاء من أجل التنافس الرياضي الشريف، وإمتاع الناس بلعبة ستظل هي الأقرب لقلوبهم، ومصدر فخر لانتصاراتهم، لقد عاش الكثير معنا هذه البطولة حضوراً حيّاً هنا أو متابعة من خلال وسائل الإعلام هناك. كانت غاية البطولة إفشاء روح الود ومد بساط التسامح، وجعل ذلك المربع الأخضر موطئ قدم للجميع، لا يضر البطولة تصرفات فردية، وحوادث شخصية، فقد كانت الإمارات حريصة على أن تظهر البطولة في أرقى مستوياتها، وقد كانت.

وجاءت زيارة قداسة البابا، وشيخ الأزهر الشريف لأرض الإمارات لتشرف بمثل هذا اللقاء، ولتجعله تتويجاً لاحتفائها بعام التسامح، وعام زايد الذي يمثل قمة التسامح، ومعنى الأخوة والإخاء، والداعي لغرس بذوره في الناس والأوطان، ولترفد المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية ببعد وزخم وحضور إعلامي بمثل هذا التشريف المبارك لقطبي حوار الأديان، وزارعي المحبة، ونبذ الشقاق، وإضفاء روح التسامح في شتى تعاملات الحياة بين الناس، لا تفرقهم عقيدة، ولا ملة، ولا دين، بل تجمعهم الحياة بأطيافها وشتى ألوانها، ويظلهم التسامح كأسمى القيم الحضارية والإنسانية.

وكلمة التسامح صاغها قبل عشر سنوات الفنان والمثّال الفرنسي، «غاي فيرير» بحروف وتشكيل لاتيني جميل، واستقرت في شارع «الملك عبدالله بن عبدالعزيز» في مكان يراه القاصي والداني، هي رؤية من بعيد، لأنه يصعب التوقف عنده باستمرار، والتصوير بجانبه للأفواج السياحية، وقد ناديت منذ نصبه عام 2008 بأن تعمل له حديقة مصغرة، وتحف به الأشجار ليستظل بها الناس، وتتوسطها المقاعد الخشبية لمن يتوقف أو يستريح أو حتى يبدع أو يقرأ، أو للذين يرغبون في التقاط صورهم التذكارية مع تلك التحفة الفنية أو ذكرى عن المكان، هذا المعلم الذي سيصبح مع الزمن رمزاً جميلاً نعتز به، ومعلماً سياحياً يقصده زوار العاصمة، غير أن بعض الأمور قد تشق على من يود زيارته، وهو في مكانه الحالي، لعدة اعتبارات، وبرأيي من يحب عاصمته، ويفرح بما يميزها، يعمل على أن يعاد نصبه في حديقة عامة رئيسة، مثل الحديقة التي كان فيها ذاك المدفع «العود» زمان، والمدخن والدلة، أو يكون مقابل المجمع الثقافي، أو يحتل مساحة فيه بينه وبين قصر الحصن، فالدول تغير أحياناً أماكن معالمها كلما ضاقت المدينة أو وجدت ساحة جديدة وملائمة فيها، فلا تجعلوا نصب التسامح منسياً ووحيداً في عام التسامح!

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة   الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يمكن أن نخلق فرحنا يمكن أن نخلق فرحنا



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates