بقلم - ناصر الظاهري
«يا هي صور يرسلنها لك الحالمات الساعيات والمتأملات خيراً في الحوالات المصرفية قبل التحويل، وبعد التحويل، يكتفين بصورة «ايموجي» يتيمة من تلك الرسوم التي في التلفون المجانية، أما تلك الابتسامة المُرّة، والتي تعني فيما تعني الامتنان، أو اليدان المتشابكتان كهرم غير مستقيم، والتي تعني شكراً، أو تلك الباقة البلاستيكية المعهودة.
- البعض يعيبون على أصدقائهم الذين طالت لحاهم في الحظر الكوروني الطويل، وتقول كأنهم كانوا في حفرة، مب جالسين مرتاحين في بيوتهم، لكن الجميع يجمع أن أول انطلاقة لهم بالسفر البعيد والطويل، ستصبح لحية الواحد منهم مثل «صِلّامَة الهَمّبَاه».
- مساكين شوابنا الأوليين، الركبة أول الأوجاع التي يشتكون ويتوجعون منها، رغم أن جلهم كانوا يتريقون «سح فرض» وقهوة، أو «سح مدلوج وسمن» على أساس أن التمر مسمار الركبة، وأول ما تخون بهم الركب.
- في ناس ما تظهر الفَرَقَة عندهم إلا حينما تأتي الفاتورة، تجدهم أضعف خلق الله إنساناً، وفجأة يتحول ذاك الطعام الطيب الذي كان يستسيغه بلذة عجيبة إلى ربكة معوية، واضطرابات هضمية، ما في حَلّ مع شغل «إبلاش».
- لدينا أشخاص من القدامى ما زالوا محافظين على ذلك الصلب الذي تشبه رائحته رائحة الكبريت الحارق أو «منثول» مركز بدرجة عالية جداً، إذا ما دخل عليهم الشتاء، يظلون يتنشقون ذلك الصلب «أبو فاس»، لأن له فعلاً رباعي الدفع، يجعل العين تدمع، والأنف مفتوحاً، والأذن تسمع، والحلق سالكاً وأوسع، صلب أبو فاس»، ما له حَلّ، لأنه الوحيد «اللي يفج الراس».
- لدينا قصائد وأغان في الأدب الشعبي، مختصة بأعمال السمكرة والحديد، وطراز السيارة، وتفضيل الجيب «بو حايب» على «البسطة»، والجيب «بو دقّمه ودبل» على الجيب «الإسباني»، قصايد خالية من الرومانسية ولو أن الشعراء كانوا يريدون أن يعبروا بها عن رومانسيتهم المفرطة، حتى إن بعضاً من القصائد تناقض الأبحاث العلمية وطبيعة المخترعات، مثل؛ «دخيلك سايق الصاروخ، ودّيني لحبيب الروح»، وبعض القصائد والأغاني كلها كلمات شغل «الكراجات» وتصليح وصبغ وسمكرة، مثل؛ «حبك ضربني في الكرانكيس، ومن الوزى فزيت من الرقاد»، وإلا «بات قلبي يرجف مثل رجف المكينة»، وإلا «راعي الدوج البليمنت الخضر»، وإلا أغنية «خشعني خشعة الكير في نمرة اثنين».