قبل البدء كانت الفكرة: رمضان بقدر ما يأتي بفرحه، وبهجة أيامه، يأتي كثيراً بشجنه أيضاً، يطرق ذاكرتك بأصدقاء كانوا بالأمس هنا، وبأماكن كانت قريبة من الضلوع، وبأناس لا تتمنى فرقتهم وفراقهم، يأتون مع رمضان، لأنهم خير.. هكذا هي الأمور أحياناً تأتي حاملة أضدادها!
خبروا الزمان فقالوا: «إذا أنت أقفلت الباب أمام كل الأخطاء، فستبقى الحقيقة في الخارج».
- «من لم يُغنه، ما يكفيه، أعجزه ما يُغنيه».
- «أكلت الطيبات، وعانقت الحسان، فلم أر شيئاً ألذ من العافية».
أصل الأشياء: تقول العرب: «ساحة الوغى»، وأصل الوغى هو جلبة الجيش، وأصوات الحرب، وأصوات البعوض والنحل إذا اجتمع طنينها، والغوغاء أصلها صغار الجراد، وتقال لعامة الناس وأراذلها، والجحافل مفردها جحفل، وهو ألف إلى أربعة آلاف محارب، و«كانت لنا صولات وجولات»، الصولة، هي السطوة في الحرب، والجولة الانتصار والظَفَر، و«أولادنا فلذات أكبادنا»، الفلذة، هي قطعة من اللحم، الكبد، الذهب، والفضة.
عامية فصيحة.. عامية دخيلة: «خشكَاره»، هي من أنواع النخيل هنا، وعادة لا تثمر أطيب الرطب، وفي قصيدة عبد الله بن السيد أحمد، قالها في خشّكارة أمام قصر الحصن في أبوظبي:
يا خشكارة خليفة شوف الدهر خلاّج
فارقتي لج وليفه مثل الونيس إحذاج
فرقا اللاّما كليفه الله يحسِن عزاج
إن عاد شفتي شيفه وإلا الحقي بخوَاج
ما في الدنيا صريفه إلا كثرة وزَاج
والخشكارة أصلها كلمة فارسية، من خشك، وتعني خشن، وآرد، وتعني الدقيق، فهي الدقيق الخشن، وتعني الرديء من كل شيء، من متاع وأواني، وقد دخلت العربية قديماً.
أمثالنا.. أفعالنا: «الجديم، عديم» -«اليديد حبه شديد» -«جديم الصوف، ولا يديد البريسم» -«احفظ جديمك، يديدك ما يدوم» -«جديمك نديمك، لو اليديد أغناك».
محفوظات الصدور: إن غرّبوا باغرّب وإن غاروا بستغير
وإن رووا من الخرايج باروي من الغدير
***
أفرح إذا قالوا: بِني راس واحزن إذا قالوا: بَعَدنا
واشهق إذا قالوا: بلغلاس في غيبة الواش انتظرنا
وأطرب إذا قالوا: درّ الكاس مثنا وثلاث الراح سِقّنا
قلت: ضيق قالوا: فلا باس لو ضوق ثقب إبرة يِسِعنا
وإبلا نديم أرباحنا أفلاس لو نملك الدنيا بيدنا
في الحب لأجله نخضع الرأس طاعه ونعصي من عذلنا
وإذا رضى لو تزعل الناس كلهم زعلهم ما يهمنا
ما أدري عمل لي طب طلماس ما أدري سحر عينه الوسنا