بقلم _ ناصر الظاهري
قبل البدء كانت الفكرة: - البعض لا يكتفي بشد المئزر في أواخر رمضان، بل يأتي بالبدع، ويوحي لك بأن ليلة القدر خطفت عليه، ويماري في العبادات، ويتمظهر في الطاعات، فتجده يخوشع صلوات بعد فرض العصر، ويصلي ركعتين قبل صلاة المغرب مباشرة، وحين يسلم الإمام بين ركعات التراويح، يقوم ويخرط له ركعتين، ويخربط المصلين، هذا غير الذي يودعك عند باب المسجد، متمنياً اللقاء بك في الجنة أو أن يوسع لك في قبرك، فتجفل عيناك، مثل هؤلاء المبالغين المداهنين، ما لهم حلّ إلا فرض الزكاة والصدقة نقداً، «مش عِدل قمح، وسُدس طحين، وصَاع تمر»، حينها تجدهم يفرون فر الحُمر المستنفرة من قسورة!
خبروا الزمان فقالوا: - «نوم الحارس، مصباح للسارق».
- الظاعنونَ على العمياءِ إن ظعنوا والسائلون بظهر الغيب ما الخبرُ
أصل الأشياء: - الفلفل شجرة بريّة، موطنها الهند والملاوي وإندونيسيا، تعطي ثمرها بين عمر الثالثة والسابعة، كان يساوي ثمنه ذهباً، وكان من هدايا الملوك، حاول البرتغاليون أن يجدوا طريقاً أقصر إلى الهند من أجل بهاراتها، فاكتشفوا رأس الرجاء الصالح، وهبط سعر التوابل بعدها في أوروبا، إذا ما ترك الفلفل تحت الشمس تحول من الأحمر إلى الأسود، وإذا أردنا فلفلاً أبيض أزلنا القشرة، ونقعناه في الماء ثم يجفف، وبعدها يطحن.
لغتنا الجميلة: - نقول في العطاء: وصله، حباه، برّه، أعطاه، نحله، آتاه، خوّله، آساه، منحه، أولاه، حفاه، سَرّه، قَفاه، سوغه، هنأه، سوّله، أغناه، نفّله، أقناه، أشكده، حلاه، رفده، قراه، بذل له، رشاه، وهب له، أحذاه، أصفده، وأوفاه، وبرض له من ماله: أعطاه منه القليل، وفي عاميتنا نقول: بالراض أي بالهون، ونقول: تريش فلان، حسنت حاله، وامتنحته منحة: أعطيته، وجزع ومزع له قطعة من ماله: أعطاه جزعة مزعة.
محفوظات الصدور:
دنّق ودَنّق قلبي أوياه فزّ وقعد قلبي محله
الشمس تشرق من محيّاه وبدور وبروق أو أهلّ
أصاصره لو ما حد احذاه وأغضّ صوتي خاضعٍ له
عَبْرَة العشاق بي يرّي وصليني دار لفلاسي
لابي مَسْكَت ولا صِرّي ولا بمبي او مدراسي
الوصل مَرّبَاي ومقَرّي دار مرّبَا سكن الياسي
من الهوى ما هوب متبرّي تاج باحطّه على الرّاسي
من رمستنا: «كلٍ على قرصه يهيل المليل» أو «كلٍ يهيل الضو صوب قرصه»، وهو مثل يدل على الأنانية، والمليل، هي حفرة للنار، تشبه الصريدان الذي يستعمل في بيوت الطين أو الكوار الحديدي، تطبّ بالتراب عند الرحيل عنها، يهيل الجمر، ويهيل الرماد المتقد، يجمعه ليستفيد منه في الطبخ والتدفئة، وهال التراب في الحفرة: سدها به، والضو، النار، وشبّ الضو: أشعله، والقرص: الخبزة الغليظة التي تعمل في البر، وتدفن في الرماد والتراب، ويسمى «قرص عقيلي»، والذي يعمل في التاوة، يسمى «قرص تاوه»، ويدق بالهاون أو يفت باليد، ويسمى «قرص مدقوق».