تأملات في صباح خميسي

تأملات في صباح خميسي

تأملات في صباح خميسي

 صوت الإمارات -

تأملات في صباح خميسي

بقلم : ناصر الظاهري

المتأمل في صباحات الأجانب لِمَ يجدها مطمئنة، وتسير على وتيرة يشتهونها؟ قد يتجول أحدهم هو وعجوزته في ذلك «المول» البارد بنسمة عطور مشاغبة تأتي من جانب المحل القابع في الزاوية الغربية، لا يشعرانك بعدوانية الصباح، حيث إنهما تناولا فطورهما المتكامل باكراً، واكتفيا بشبع سيمكث معهما طويلاً حتى آخر النهار، بالتأكيد لن يشتريا أشياء يصادفانها في واجهات المحال، لأنهما ليسا بحاجة لها الآن، ولا يمكن أن تحتل أولوياتهما المرتبة في عقليهما، أقصى ما يمكن أن يعمله العجوزان في ذلك النهار أن يأخذا قسط راحة ودردشة في مقهى يعرفانه ويترددان عليه في عواصم العالم مع تذوق قهوة اليوم، وربما مع قطعة فطائر «بلوبيري مارفن لو فات» وسيمضيان ساعة يمضغانها مضغاً جيداً مع رشفات من القهوة التي مالت لأن تبرد قليلاً، قليلاً، وهما يتحاوران، ثم يصمتان كثيراً!

نحن.. نصف العداوة الصباحية مصدرها عندنا الأكل المتأخر ليلة الأمس، واليقظة المفزعة لأي سبب كان، مع عزوف عن تناول فطور ضروري، يصبح الواحد منا وطعم للمرارة لا يفارق كبده، ولو نظر له شخص وابتسم فلا بد وأن ينعته بـ «الخبيل» على الأقل في داخله، وإن حدّق شخص ما فيه، فغير مستبعد أن يبدأ تجاهه بعنف لفظي، وربما يتبعه بعنف جسدي، تغيب لحظات التأمل في ارتداء الكندورة على عجل، ورنين النقال من غير ضرورة تذكر، وما يزيد المسألة تعقيداً عدم وجود حديقة متناسقة في فناء المنزل، فلا تكون المشاهدة الأولى إلا لجدران إسمنتية مصبوغة دون مهارة، وقد يعكس الواحد منا ذلك على زوجته المهملة نفسها قليلاً، والمهتمة بالوجبات في المطبخ!
في حين قد تفاجئ العجوز الأجنبية زوجها بشراء محفظة جلدية صغيرة على مقياس بطاقات الائتمان، فيظل يشكرها ويتعهد بالمحافظة عليها، لأنها فاجأت نهاره بشيء جميل، ومميز لن ينساه، وتكاد عيناه أن تدمعا صدقاً، يوجه حديثه الهامس في أذنها، فتحِنّ لشي جميل مضى، وكانت بحاجة له الآن، سيبقيان طوال الساعة يتحدثان عن تلك الهدية، دون رنين لهواتفهما النقالة!

صباحنا يبدأ بـ «الدريول خرّب السيارة» وهذا الخراب لابد وأن يعرف عنه كل الأصدقاء، «دفعة المزارع تأخرت» «المستأجر لا يريد أن يخلي الشقة»، «الشغالة ما تنفع سفرّناها»، «انتقاء رسالة هادية ومرشدة بيوم الجمعة المباركة للأصدقاء، من بين 59 رسالة في نقالك، تبدأ تفككها، وكيف ترد على رسائلهم بأحسن منها» هناك عدم تركيز وتشتت وسلب ذهني، وتوجيه خاطئ لنفوسنا، ووقتنا في غير ما نرغب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأملات في صباح خميسي تأملات في صباح خميسي



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 06:17 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

افتتاح معرض رأس الخيمة للكتاب بمشاركة 76 دار نشر

GMT 02:43 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العالم

GMT 08:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تخريج الدفعة الأولى من برنامج قيادة الأعمال الإنسانية

GMT 18:45 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

معرض دبي العالمي للقوارب يعزز مكانته العالمية في 2015

GMT 21:44 2014 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تشارك في معرض برشلونة للكتاب في دورته الـ32

GMT 01:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

جامعة كينياتا تمنح سيدة كينيا الأولى الدكتوراه الفخرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates