تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

ناصر الظاهري

تصادف في رحلاتك الكثيرة أشخاصاً، لا يمكن أن يكونوا طبيعيين أو يسافرون على طبيعتهم، وكأن السفر يجعلهم يظهرون ما في دواخلهم، وما يعتمل في صدورهم، من نواقص، وعقد، وأمراض نفسية، وهؤلاء اللهم أبعدهم وأسعدهم، وفكّنا من شرهم، وسنكتفي بالذين يفعلونها ببساطة، ولا يدري الواحد منهم لم يفعلها؟ وربما تأسف على فعلها بعد حين، هؤلاء هم أقرب للمتبرعين المجانيين لفعل أي شيء حتى لو لم يخصهم، كثير منهم ظرفاء، ويأتون الأمور لتمضية السفر بمتعة، مثل أولئك الذين يظلون يبتسمون للمضيفات من أول دخولهم الطائرة، وكأن المضيفات مشاريع لسهرات في يومٍ ما، منهم من يفتح حقيبته ويخرج نظارة القراءة، وكتاب «جان بول سارتر» «الوجود والعدم» الذي هو بحجم قاموس «لاروس» الفرنسي أو «اكسفورد» الإنجليزي، قال الحبيب لا يحب أن يضيع وقته الذي كله ثقافة في ثقافة، والمؤكد أنه لن يستطيع أن يخلص صفحتين من ذلك الكتاب الدسم، إلا والنوم بارك على صدره، وجفونه ثقيلة، بعضهم يجلس، ويظل «يتمحكك»، ثم يبتسم لها تلك الابتسامة التي تخرج باردة من خاطره، ويعطيها معطفه لتعلقه المسكينة، ثم يناديها بعد لحظات بحجة أنه يريد أن يأخذ بعض الأوراق المهمة فيه، وهي أوراق نصفها لمشتريات بطاقته الائتمانية من السوق الحرة، ونصفها بطاقات «بزنيس كارد» لأشخاص التقاهم مصادفة، ولا يريد أن يتعرف عليهم في يوم من الأيام، بعض من هؤلاء المتطوعين يظلّ يطرح أسئلته الكثيرة على تلك المجبرة أن تساير المسافرين بحكم عملها المتدربة عليه، عن الاستثمار في المغرب، والعقارات في فرنسا، ويتدنى حتى يكاد يغمرها من نفحات هواء كذبه، وكلها حبائل سرية، لكي يصل لرقم تليفونها أو على الأقل يوهمها بأهميته الشخصية، بعضهم يسأل -وهو متأكد- أن فندق الشيراتون في الجزائر العاصمة، هو أفضل أم الأوراسي، ويظل يخلط ما بين حدود دول المغرب العربي، وحدها المضيفة الإنجليزية ذات الخبرة الواسعة في مجال الضيافة، والمشارفة على الخمسين من عمرها المديد، تسلم من شرر المسافرين، وجلهم يتمنى لها التقاعد العاجل أو آن أوانها لكي تستلم وظيفتها كمضيفة أرضية، أما مضيفات دول أوروبا الشرقية، وروسيا، وتلك الجمهوريات التي تخلى عنها الدب الأحمر، ونفضت غبار العلم الأحمر «بو مطرقة ومنجل»، والعربيات، وجميلات آسيا القصوى، فهن المبتغى والمشتهى، فتجد ظرفاء السفر من يعسفها بقصيدة نبطية، ومن تسافر مع أحلامه، ومن يقدم لها خدماته المجانية.. وغداً نتابع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 19:41 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أزمات إقليمية جديدة

GMT 19:23 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قيصر روسيا... غمزات من فالداي

GMT 19:19 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المفهوم الايراني للانتخابات... والعراق ولبنان

GMT 19:14 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة مناخية ملهمة للعالم

GMT 23:17 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

ظهورُ الشيوعيّةِ في لبنان

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates