تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

بقلم : ناصر الظاهري

  غايات السفر عديدة، أبشعها تلك التي هدفها الهروب، وطرح المعضلات التي تعترض حياتنا، وهناك أماكن بعينها تشد لها الرحال لسبب معين، قد يكون بسيطاً ولا يشاركك فيه الكثير، لكنه يكفيك وحدك لتصل إليها بحراً أو براً أو جواً، يسبقك الحلم والشوق، وما يجعل الصدر يرقص رقصة نشوة القبض على الأماكن ساعتها، والتي لم تعرفها بعد، وما قد تخبئه لك من سحر أو دهشة أو ما يمكن أن تحملّك إياه في حقائب العودة من مسك عطرها أو ذكريات تغالب الأيام والنسيان، وتكون جذلة لوحدة خريف العمر.

من تلك الأماكن جزيرة كورسيكا، كما يسميها سكانها الأصليون، أو «Corse» كما يسميها الفرنسيون الذين أشتروها من جمهورية جنوه الإيطالية بمليوني فرنك قبل قرنين وربع من الزمن، حيث كانت تتبع لها منذ عام 1347- 1768م، الغريب أن نابليون الذي يعد إيطالياً، ويتحدث الإيطالية، ولا يجيد الفرنسية إلا بلكنة إيطالية ولد في عاصمتها أجاكسيو بعد سنة من خضوعها للفرنسيين، وعد بذلك مواطناً فرنسياً، والذي سيغدو قائداً وإمبراطوراً فرنسياً استثنائياً وواحداً من عظماء التاريخ الإنساني، نفس هذه الجزيرة ظلت الجمهوريات الإيطالية تتناوب على حكمها، وضمها المسلمون وبقيت تحت سيطرتهم 124 عاماً، أسموها قرشقة، كما وردت في كتاب الجغرافي الأدريسي «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق» وحين تنزل إلى يابستها ستدرك بعض التأثيرات الأندلسية الغائبة هنا وهناك، لكن ملامح جزائر البحر الأبيض المتوسط هي السائدة، فهي لا تختلف عن سردينيا أو صقلية إلا بتلك المرتفعات الجبلية، والكهوف الجيرية، وتلك الصخور المسننة الغاطسة في بحر أزرق صاف أو أخضر بلون الزمرد، تبدو لك وكأنها قطعة جبلية منسية في الماء.

سبب زيارة بعض الأماكن والتي قد لا يشاركك فيه الناس، ولكنه يكفيك وحدك، قد يكون فضولاً معرفياً، لكنه محفز لرؤية جزيرة كجزيرة كورسيكا، لأنها مسقط رأس نابليون، وهذا يكفي لتعرف كما هو صغير ذلك المكان، لكنه أخرج رجلاً قصيراً وقائداً كبيراً لا يتكرر، غزا العالم بطريقته المختلفة، بحيث كان مع المدفع مطبعة، ومع السيف كان القلم، هناك يمكنك أن تشاهد مسقط رأسه في بيت والده «جوسيب» الذي ما يزال موجوداً، وإن تحول اليوم إلى متحف وطني، وهي كذلك مسقط رأس أشهر الروائيين الكلاسيكيين الفرنسيين «ميشال زيفاكو» صاحب رواية «الفرسان الثلاثة» و«جسر التنهدات» وهناك سبب ثان عفوي ربما، وهو عشق العسل الذي يشبه قطراً سقط من الجنة، وتذوقته في بقاع الدنيا، شرقها وغربها، واليوم تريد أن تجرب عسل كورسيكا الذي يعد الأشهر في العالم، بفضل أشجار الصنوبر والسنديان والبلوط والفلين والتين والزيتون والتوت والمرتفعات الجبلية العالية كـ«مونتي شينتو»، ربما هي أسبابي نحو تلك الجزيرة، لكن ما فيها أكثر من ذلك.. وغداً نكمل!

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 14:48 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

المنصوري والنيادي عند شغاف النجوم

GMT 14:46 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

كان يراقبهم يكبرون

GMT 14:44 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

كل هذا الحب

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

رواية عظيمة لا تعرفها

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates