تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

بقلم - ناصر الظاهري

لدينا صديق يجمع الطيبة، والفطرة السليمة، والسليقة والعفوية المطلقة، والعِشرة الجميلة، لذا لا نفرّط فيه، إذا ما انتخى، وقال: «على ظهورن يا شباب»! وهو تعبير قديم، يستعيره من زمنه الموغل أيام شدائد الإبل، ولكنه يعني به السفر اليوم، جمعتنا مع هذا الصديق الظريف سفرات كثيرة، لكن مثل سفرات لندن التي يستطيبها، ويحنّ لها، لم نجد، يقول: «يا أخوان.. ولا لكم عليّ يمين، ترا يوم واحد يطري لي لندن، تقول يصعطني عسل وسمن الدار على الريق».

لندن التي يحبها صديقنا «أخو شما» لسببين: كما يقول: «لا أحد يسألك وين بايت، ووين مجبل أو وين ويوه الرجاب»؟ والسبب الثاني: كان يحب الملاعب الخضراء واللعب على بساطها المخملي، وكثيراً ما يتغلب بزهره على المحترفين الذين يتضايق من سيكارهم الكذّاب، لذا ما أن يشعل أحدهم ذلك «الصلب المحنّاي» على حد قوله، يصرخ بعفويته: «يعلك أتدوخ البعر يا الله يا بعدي»!

صديقنا الذي يكبرنا، لكنه أكثرنا شباباً، ولا يشكو من ركبة، ولا من وجع ظهر، تعلم الإنجليزية التي يريدها فقط، سماعاً، وعن طريق الخدمة وهو صغير في «رقوق الظنة وحبشان»، وحين يعاود استعمالها تظهر أقرب إلى إنجليزية الصحراء، مثل: «كو، كام، هاو ماج، نو بروبلم».

في البداية كان يحرجني وأمثالي ممن لديهم بعض الخجل التربوي، والتهذيب المدرسي، لكنني أخذت عليه، وهو يعرفني حين أخجل من تصرفه الذي لا يمكن أن تتنبأ به، فيقول: «شو فوه الحين بتحمرّ غزوزه»، ثم يردف بجملته المعتادة: «طبّهم عنك يا ريّال»!

مثلما كان حين يصحو من رقدة العصر الثقيلة، بعد أن «يَبخّ» من ذاك العيش المشخول في المطعم الباكستاني الذي يعرفه كل العاملين فيه، وينزل «لوبي» الفندق، وهو يشكو من صداع، وعيونه «ميفّنه»، ويشعر بمرارة حقيقية في الحلق، وضيق بالصدر لا يعرف من أين يأتي، مع ارتجاع للعصارة الهضمية، نتيجة تلك الخلطة الطيبة بالزعفران ولحمها الذي يمكن أن تمشطه عن عظامه، فيجلس صامتاً، ثم يحك الشعرات المصبوغة منذ مدة، والتي نمت حتى بانت جذورها البيضاء، ويسأل: «ليش تأخر الحلاق اللبناني هو ومعازيبه هالصيف؟ أصبحنا مثل الشواهين بهالشعر»!

لكنه ما أن يجلس ويعتدل مزاجه قليلاً، حتى يسمع تلك المرتدية فستاناً أسود بلا ذراعين تعزف على البيانو، وتلقى ترحيباً مبالغاً فيه من قبل الإنجليز اليقظين، والمهندمين أنفسهم بدرجة عالية من الاحترام، ومن بعض السياح المهتمين بمتع الحياة، يتعكر مزاج صديقنا، ويصرخ طالباً «شاي بحليب»، ويكون الفندق قد صرف الخدمة عن تقديم الشاي بعد انتهاء فترة تقديم الشاي الإنجليزي المعتادة، فيخربط إيقاع النادل المسؤول عن خدمة ضيوف الفندق، وما أن يشرب قليلاً منه، حتى يتأفف: «قم ناصر.. قولها توقف حشرتها شوي»، فنناظره محرجين، فيكمل: «الحين بتقول لي: باخ، وطاخ، وصمباخ»! ونكمل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates