تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر (1)

تذكرة.. وحقيبة سفر (1)

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

لعل من أجمل رحلات العمر، وأمتع الأسفار، وأسهلها، رحلة شهر العسل التي كلا الطرفين يحاول أن يتجمل فيها، ويظهر كل محاسنه مرة واحدة، لكسب ود الآخر، ومحاولة فرض السيطرة الأولى، وإبداء هيبة قد تكون ناقصة، وتثبيت الأكتاف قانونياً، بعدها كل شيء يهون، ولو لم تمش على صراط مستقيم كما تود الزوجة دائماً، وربما يتغير كما تشتهي إرادة الحياة، كان خط رحلتنا أنا وسهيلة في شهرنا «العسل» اليونان، إسبانيا، فرنسا وهولندا، في تلك البداية التي يفترض أن تكون جميلة بالمطلق، لابد للإنسان المتزوج العاقل أن لا يشكو من حقيبة عروسته الثقيلة، لأنه من الضرورة إثبات قوته ومتانة جسده، ولكي يبرر لها أن مسألة الطحن في الوجبات الثلاث تأتي أُكلها، وتمنيت في داخلي، بدعاء كاد يستجلب الدمع، أن لا تطرأ على بالها وضعية البطل في الأفلام حين يحمل زوجته في ليلة زفافها، خاصة وأنها لا تعرف الحيل والخدع السينمائية، بحيث البطل في الفيلم حتى عرقه تمسحه فتاة «المكياج»، ولا يقدر أن يرفع نفسه، وقد كنت شغوفاً في ريعان شبابي بتلك اللقطة السينمائية التي تدغدغ عواطف المراهقين، فيفرحون بحركة الرفع تلك، ويتمنون لو كانوا بدلاً من البطل، لكن مرة جربتها مع واحدة من وزن الرافعات الثقيلة، فكادت أن تتسبب لي بعاهة قصر دائم، وتدفن نصفي في الأرض، فحاولت أن أشغل بالها، بفتح الأبواب لها، وتقديمها أولاً على طريقة «الجنتلمان» الإنجليزي: «ليدز فيرست»، والفطور إذا أرادته كسولاً، أحضرته لسريرها، كنت حريصاً على أن أنام نومة الذئب العطش بعين واحدة، لكي لا تسمعني وأنا أتضارب مع خلق الله في الأحلام أو تسمع نخرة طويلة على البحر الكامل مع الحركة الرابعة لـ «بيتهوفن» أو أظل أهذي بأسماء نساء كن مزهرات في محطات العمر، ربما مرد ذلك الحرص لكي تمر إجازة شهر العسل بسلام، وإذا ما أقفلنا راجعين إلى الديار، فلتنزل «زيران» أسيادها من رأسها.
أمضينا أياما جميلة في أثينا والجزر اليونانية، بحيث لم تسمع مني إلا كلمة «غناتي وحياتي ونظر عيني والغالية»، وكل مسميات عطور «أجمل»، حتى تيقنت أنها تكاد تقول: «لقد فزت بفارس أحلامي»، وأنا أجرّ عليها «مواويل يا ليل وعتابا»، في اليونان كنت أنا السيد المتبصر العارف، وكانت هي أشد ما عليها الأسماء اليونانية الموغلة في التاريخ والقِدَم، وأنا أعزف وأغرف لها من الأساطير اليونانية والمسرح الإغريقي، وحكم من أقوال فلاسفة اليونان، وهي مستمعة ومندهشة بثقافة لا تعرفها، وربما لم تحبها، وكل ليلة عشاء فاخر في باخرة أو مطعم بحري عتيق، وأجمل الليالي حين تربعت على شرفة لا تتسع إلا لرأسين، فوق جبل في فندق «سانت ريجيس» بحيث يمكنك أن تعد بيوت أثينا، وتتلو صلواتك نحو معبد المدينة العالية «أكروبوليس»، ليلتها شعرت بأن سهيلة ستغدو زوجة صالحة لرجل يشك في استقامته دوماً.. وغداً نكمل

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates