تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

بقلم -ناصر الظاهري

مرة ذهبنا لطاجيكستان وأوزبكستان يهزنا الشوق القديم، وذاك المجد التاريخي الذي ينحدر لمسامع الصغار حين تذكر بلاد ما وراء النهر، أو النهرين «سيحون وجيحون» أو نهر «سير داريا» ونهر «آمور داريا» في حصص التاريخ، حين تذكر «بخارى وسمرقند» في المتخيل السردي، من قصص وحكايات، وحين يمتعنا الإبحار مع الروايات التاريخية، حيث مناطق التقاء همس الحب ودوي الحرب، كتلك التي تروى عن فتاة من «فرغانة»، لا أدري لما ظلت تلك البلدان طَرِيَّة في الذاكرة مثل مجد تاه هناك؟ تنتبه الروح فجأة حين تذكر «طشقند ومرو وترمذ وخوارزم»، ومنها جاءت أسماء لامعة في الحديث والعلم والأدب والرياضيات والطب ومختلف العلوم الإنسانية، مثل، «البخاري والترمذي وابن سينا والفارابي والخوارزمي والجرجاني والسجستاني والبيروني»، لذا بقي حلم رؤية تلك المدن الزاخرة بعبق التاريخ ومجد الأولين يتجدد، ويعنّ على الرأس بين الحين والحين، خاصة لشغوف مثلي مُرد على حب الأماكن المتربة بالوجع والهزائم والانتصارات، هي مدن عاركت وعارضت الحياة لتبقى، ولتروي للناس القادمين على مر السنين.

توجهنا لعاصمة طاجيكستان «دوشنبيه» التي يحظى اسمها برنين جرس موسيقي، لا تخطئه الأذن، وإن صعب على الذاكرة، فسنوات طويلة عاشتها هذه البلدان تحت الظل، وعلى هامش جبروت السياسة حتى نهضت الشعوب من سباتها نحو حريتها، ولو دفعت ثمنها حرباً أهلية.
وصلنا «دوشنبيه» وتلفظ «دوشانبي أو دوشمبه»، ومعنى اسمها الاثنين، نسبة للسوق الذي كان يقام فيها يوم الاثنين، وقد أطلق عليها أيام الاتحاد السوفيتي اسم «ستالين آباد» من عام 1922 - 1961م، لكن شعبها أصر على تسميتها القديمة فأعادوا لها اسمها التاريخي، كنّا ضمن وفد يمثل الدولة في قطاع التعليم والثقافة والإعلام، وضمن مبادرات فردية نقصد بها ومن خلالها التواصل، وتقديم ما يمكن لهذا الشعب الذي يستحق منا الكثير، وتعويض ما فاته، خاصة وهو المرتبط معنا في التاريخ والعادات والتقاليد وجزء من اللغة والدين، لأن طاجيكستان تتنازعها ثلاث لغات الطاجيكية والروسية والفارسية، وحظ العربية الموقع الرابع، إن لم نتنبه وندعم ونسخي في العطاء من أجلها ولها، رغم حبهم الشديد، وتعطشهم لتعلمها، لأنهم يعتبرونها ميزة دينية أو قربى لفهم الدين الإسلامي والقرآن والحديث.

كان علينا أن نستريح يوماً على خطى سير القوافل قديماً، وعلى خط طريق الحرير، وتخلصاً من وعثاء السفر، ومن ثم في اليوم التالي نذهب للجامعة القومية العريقة في «دوشنبيه» لإحياء الأيام الثقافية، وقد اتفقنا أن يكون اللباس وطنياً، لأن مثل هذه الجامعات العريقة تشترط الحشمة والهندام، وحسن القيافة، بحيث يمنع «الكجوال والحذاء الرياضي»، فإما تكون ملابس وطنية أو بدلاً وربطات عنق، المهم الجميع نساء ورجال من الوفد التزمنا بالزي الوطني، وأحضرناه خصيصاً لهذه المناسبة، غير أننا فوجئنا فيما بعد وحين وصلنا بأن رئيس الوفد سها وربما نسيت الزوجة المصون أن تضع له في حقيبته زيه الوطني، وهنا اشتغل الجو، كيف لنا أن ندبر له زياً يليق به، وإن قدرنا أن نفعل ذلك، كيف لنا أن نجد له عقالاً في طاجيكستان.. وغداً نكمل

نقلا عن الاتحاد

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 16:40 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر

GMT 16:37 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

من بين الضجيج هديل يثري حياتك

GMT 15:10 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

ديمقراطيون وليسوا ليبراليين

GMT 15:08 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

هداية الاختيار -2-

GMT 15:06 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

عام زايد في النمسا

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates