العمر الذهبي

العمر الذهبي

العمر الذهبي

 صوت الإمارات -

العمر الذهبي

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

نشرت مجلة «The New England Journal of Medicine» أقدم مجلة طبية في العالم، والتي تعرف باسمها المختصر «NEJM»، والتي تأسست عام 1812م، تقريراً أو دراسة عن أجمل سنوات من عمر الإنسان الإنتاجية، وتحقيق الأحلام، وبناء الشخصية المكتملة، عادّة سن الأربعين سن النضج الحقيقي، وتكون الحكمة، وعمر الخمسين سن الاكتمال والبصيرة الواعية، وسن الستين هو العمر الذهبي للإنسان المنتج والناجح، وتمام القوة والتميز، واعتمدت فلسفة المجلة في هذه الدراسة التي أجريت قبل سنتين تقريباً، بناء على معطيات من أرض الواقع، وتجارب الناس في المجتمعات المختلفة، ورصد الحالات الناجحة والمتفوقة في هذا العمر الجميل من عمر الإنسان في مناطق مختلفة من العالم، حيث وجدت أن معظم الشركات العملاقة في العالم تسند وظائفها الرئيسة والحساسة لموظفين تجاوزوا عمر الستين عاماً إلى السبعين عاماً، لأن الإنسان في هذا العقد يصبح أكثر إنتاجية وعطاء وتعاوناً مع الآخرين، ويدير أعماله بحكمة، وسيطرة تامة على مجرياته، والبحث عن حلول سريعة كخطط بديلة، يليه في الإنتاجية العقد بين السبعين والثمانين، بشرط أن يتمتع الشخص فيه بالصحة التامة، واللياقة البدنية، أما العمر الثالث من حيث الإنتاجية فهو الذي يقع بين الخمسين إلى الستين عاماً، وقد أوردت أمثلة مصداقاً لتأكيد بحثها ملمحة إلى أن متوسط عمر الفائزين بجائزة نوبل هو 62 عاماً، ومتوسط عمر المدراء التنفيذيين الناجحين في 500 شركة عالمية هو 63 عاماً، ومتوسط عمر القساوسة في أكبر 100 كنيسة هو 71 عاماً، ومتوسط عمر البابا في الفاتيكان هو 76 عاماً.

تلك الدراسة بالتأكيد لا تنطبق على العرب، ولم تشملهم، لأن لا بقاء ولا وجود ولا أحلام لما بعد الستين، إلا للزعماء المعمرين، أما الإنسان العربي العادي فتهدّه الحياة وأوضاعها الصعبة في محيطه مبكراً أو يجعل الحياة تسلبه طاقته الإنتاجية بتدمير نفسه في التخبيص والمبالغة في كل شيء بدءاً من الشراب والطعام، وعدم معرفة التعامل الجميل مع الحياة وما فيها من نِعَم ومزايا أو يطلقون عليه رصاصة الرحمة كخيل الحكومة بالتقاعد، دون أن يهيئ نفسه لهذه المرحلة، فينزوي ويعتزل، ويعيش الوحدة القاتلة، مع أوجاع الجسد الطارئة والمتوهمة، والتفكير بالقبر وعذابه، ويسهم المجتمع في هذا التغرب الداخلي له، حيث يعامل كقطع غيار مستعملة، حتى يصل ببعض الأولاد أن يقبّلوا بوجه أبيهم نحو القبلة منذ أن يصحوا فجراً، حتى إن مات، مات ووجهه متجهاً نحو الكعبة!
هي دعوة وأمنية للجميع أن يعيش الإنسان يومه، ويدافع عن أحلامه، ويؤمن بمصدر قوته، ولا يجعل الآخر يسلبه طاقته المبدعة.. يسعد صباح الستينيين المتفائلين بحياة أجمل على الدوام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمر الذهبي العمر الذهبي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates