الصيني الملثم

الصيني الملثم

الصيني الملثم

 صوت الإمارات -

الصيني الملثم

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

الذي جعلني أكتب عمود اليوم هو أنني كنت في طابور لدخول السينما، وفي العادة الإنسان لا يلتفت وراءه، بعكس الذي أمامه تجده يقيسه بشبر وذراع وباع، خاصة إذا كان من الجنس اللطيف والوزن الخفيف، لكن بدرت مني التفاتة جانبية فإذا ورائي يقف رجل صيني ملثم، فتنحنحت، وختلت كالذي أصابه «حكر بقر»، لا أستطيع أن أنسل من الطابور، ولا أقوى على الوقوف طويلاً، خاصة أن الماهوب «كورونا» هاب من هناك، فشعرت ببعض السخونة، وضاق صدري، وتمنيت لو أن ذاك الضيخ الأحمر الذي يقف في أول الصف يكون بيني وبين الصيني، أولاً لأنه ساتر منيع، وثانياً لأن شكله «دبل» ما يعوّل، ويبدو أنه سواق جرارات زراعية، والحطبة اليابسة لا تحتاج منه إلا لضربة واحدة بالخصّين ليفلقها، دعيت أن لا يسعل الصيني ولا يعطس، لأننا في سن حرجة من المراهقة الثانية، و«أدناة الدون يعبج فينا»، ولا نقهر، فكيف إذا ما كان «كورونا»!
أول ما سمعت بأخبار «كورونا»، قلت هذا من الأكل العوف، لأن الصينيين يلايمون كل شيء، فشعارهم الملياري معروف: «كل ما يدبّ على الأرض تطاوله»، حتى قرأت قبل يومين خبراً مفاده أن السبب في ظهور فيروس «كورونا» مرده لأكل الصينيين الخفّاش، وأكلة الخفّاش قدمت لي مرة في جزيرة «سيشل»، على أساس أنه في صحن «سينييه»، وبجانبه حبة ليمون على شكل زهرة اللوتس، وعويد أخضر ما أعرف شو من العلة، وزلال بني متخذاً شكلاً سوريالياً، فسألت إذا كان هو نفسه الذي ينام متعلقاً، ومرتبطاً في الذهن بمصاصي الدماء، فقلت: لو تذرون عليه ذهب ما طاح في جوفي.
الصينيون شعب جدير بالاحترام، وما أطيع فيه، لكن تقاشرت عليهم هذه السنة القمرية سنة الفأر، بس يقول لك أن الصينيين بنوا مستشفى في ستة أيام ليستريحوا في اليوم السابع، وقبل أن أنهي العمود ورد عليّ خبر أن وزير الصحة الصيني أعلن أن الأطباء الصينيين اكتشفوا لقاحاً مضاداً ومتطوراً لفيروس «كورونا»، وزين أن الصينيين ما «يتوايهون بالخشوم»، وإلا الحين نصف قارة آسيا منقرض، حليلنا نحن كم رأس، وعقّاط يعقطنا، ولا نروم ننش أسبوع، وإن نشّ الواحد عقب ذيك العثرة، ينشّ متبريد، وعظامه ما تشيله، نحن حدنا.. حدنا «كورونا مكسيكي»، وحتى هذه تعقط وايدين في الدواوير، وإلا تلقى الواحد منهم يكتب شيكات تلايا شجاعة الليل، ويوم يقوم بعيون منتفخة وحواجب متهدلة، يتذكر أرقام الشيكات، فيجفل من مكانه، ويتصل باللي تسلم عيونه، ويقول: «تراني كنت أسوي مغَيَة أمس في الليل، والشيكات غير مصدقة»، وإلا ذاك الذي يحلف بالطلاق من أم محمد، والمسكينة هي اللي تفتح له الباب وتصابيه، وتبات تدعى له بالهداية والرشاد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصيني الملثم الصيني الملثم



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:02 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

برابوس تكشف عن "مرسيدس E63 AMG" بقوة 789 حصان

GMT 00:59 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حبوب البن تقي الجسم من أمراض كثيرة

GMT 15:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

طُرق بسيطة بشأن تحويل حديقة صغيرة إلى أخرى مُميَّزة

GMT 09:16 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستضيف العام الجديد 2016

GMT 10:48 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حاكم الشارقة يفتتح أعمال "الاتحاد العربي للنقل الجوي"

GMT 08:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

لاعبة ترفض الوقوف حدادا على مارادونا بسبب "أفعاله"

GMT 18:44 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

مصر.. اقتراح قانون في البرلمان لتجريم زواج القاصرات

GMT 14:04 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الرئيس الجزائري يُقيل رئيس "سوناطراك"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates