بقلم _ ناصر الظاهري
قبل البدء كانت الفكرة: - زمان الطيبين، كان للسحور فزّة، وقومة، وكان الشخص يحنق إذا لم يصح على قرع طبلة المسحر أو أبو طبيلة، وكان للسحور لذة، والصغار يحزنون إذا ما غلبهم النوم، ولم يتسحروا، متعة افتقدناها في زماننا الجديد، وعادة السحور تكاد تختفي، لأن ليلنا قصير، وليل الطيبين كان طويلاً أو يطول!
خبروا الزمان فقالوا: - الحياة لا تعطي دروساً مجانية لأحد، فحين أقول: «علمتني الحياة، فتأكدوا أنني دفعت الثمن».
أظمتني الدنيا فلما جئتها مستسقياً مطرت عليّ مصائب.
أصل الأشياء: - «الذرة»، موطنها الأساسي أميركا الجنوبية، في حضارة «الأنكا» في البيرو، وجبال «الأنديز»، ومن ثم انتقلت إلى أميركا الوسطى، والمكسيك حيث حضارة «الأزتيك»، ومنها شمالاً، ولم يعرفها العالم القديم إلا بعد عام 1492م، عندما دخل «كولمبوس» أميركا (العالم الجديد)، حيث سماها الأوروبيون المهاجرون إلى أميركا «الذرة الهندية» (Indian corn)، وتسمى عند الفرنسيين «الذرة التركية» (Blé de Turquie)، وكذلك عند الإيطاليين (Granoturko)، وفي تركيا تسمى «الحب المصري»، وفي مصر تسمى «الذرة الشامية».
لغتنا الجميلة: - «يحرق عليه الأُرَّم»، يضرب للمتحرق من الغيظ، والأُرَّم، هي الأضراس، فيحك بعضها ببعض غضباً أو هي الحصى، وفي المثل: «يعض عليه الأُرَّم»، وهي الحصى من شدة الغيظ، وقيل هي الأكل، تقول العرب: أرّم البعير، أكل، والأُرَّم، هي الأصابع، لأن بها نأكل، أما الأضراس فهي الأُزَّم، وليست الأُرَّم، قال الشاعر:
نبئت أحماء سليمى إنما باتوا غضاباً يحرقون الأُرَّما
وهناك مثلان بالمعنى نفسه: «يلوك من حرد عليّ الأُرَّما»، و«يكسر عليه أرعاظ النبل».
محفوظات الصدور: من قصائد عبدالله بن سلطان بن سليّم:
لي شجيت امْنه أو مِن لونه في عدال أو في تعزيله
جل من جامه على اركونه فايج حسنه أو تكميله
لي ايبَّرق فيه من بوّنَه ما يلام القلب يا ويله
جان ما تلقى عنه مونَه غير وامرادك بتصفي له
مد حبل الصبر من دونه لو تشوف القلب ينحي له
من عرض نفسه ايسومونه لو يسام ابرخص لا حيله
والتجا في هوب من هونه صابني قبلك تمليله
شلت حمل ما يشلونه من الهيز واتعبنيه شيله
لي جتمت أوخفت يطرونه بينه قلب ايباريله
من هواه النفس ممحونه زد عن غيره أداريله
من رمستنا: القَرَن، هي الركيزة التي تركز للثور الكبير في وسط الينور، ليلف حولها، ويسمى هذا الثور طايفة، إذا كانت خلفه ثيران تدرس الحب، فيقودها، وفي المثل نقول: «سارت تدور قرون، ويت بليا عيون»، والقرن، المرتفع الرملي أو الصخري، مثل: جرن يافور في أبوظبي، وجرن الخنير، جرابها، ومقبضها المصنوع من قرن ثور أو غزال، والجرن، وعاء فخاري كبير لتخزين الحب وغيره، والقروني، عملة صغيرة رخيصة استعملت هنا قديماً، ونقول: «فلان ما يساوي قروني».