تذكرة وحقيبة سفر  1

تذكرة.. وحقيبة سفر - 1

تذكرة.. وحقيبة سفر - 1

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر  1

بقلم - ناصر الظاهري

هي من الأشياء الكثيرة والمتفرقة التي نحملها في حقائبنا من مدن الجهات الأربع، قد تكون صغيرة، وجزءاً من تفاصيل شاردة، وقد لا تعني لكل الناس أمراً مهماً، لكنها تمسك بالمسافر بحب نحو أمكنتها وحده، ولا تجعله يمر من دون أن تحرك في داخله شيئاً من وجع تعب المسافات، وشيئاً من وَجْد الليل، حين يأتي الليل بالذكريات:
- لا أدري.. كلما مررت بمدينة أو بقرية صغيرة، ورأيت حماراً يرعى بكسل أو يمشي على مهل، شارداً سارحاً من دون عجل، أشعر أن هذه المدينة أو القرية حيّة، وأنها عاشت وقتها، وأن أهلها زرعوا من الشجر الكثير، وأن الظلال في ديارهم وارفة، لا أدري لِمَ يشعرني ذاك الحيوان الصابر والحكيم والمهادن أن الحياة البريئة مرتبطة به، وأنه شَاهَد بصمت أحداثاً عجب لها، وأشخاصاً لم يكن مقتنعاً بهم؟ وحده عمله الذي أدّاه بصبرٍ متناه، كان الشفيع له ألا يأكل الإنسان المستوحش لحمه، الحمار وحده من يَدُلّك على أن الحياة كانت هنا، وكانت عامرة بالخير والسكينة.
- في مدينة تركستان الكازاخية، وعلى مسافة منها بقرابة ساعتين يوجد منبع ماء ناتئ من بين الصخور العميقة، لا تتسع هوته إلا لدلو صغير، يعدّه الأهالي ماء مباركاً ومقدساً، فيؤمه الناس من كل مكان، ومن مختلف الملل للتبرك، وطلب الأمنيات، والتزود بطاقة روحية من المكان، لأنهم يعتقدون، جازمين، ومؤكدين بالدراسات الجيولوجية، أنه مرتبط من خلال الصخور الجوفية، وعروق الماء، بماء زمزم في مكة، وله الطعم نفسه، ولكي تصل إليه عليك أن تصعد درجاً صخرياً طويلاً، وبعد أن يقرأ المشرف على ذاك النبع الأدعية تتقدم برجلك اليمين، وتمسك حبل الدلو أو الرشاء باليد اليمين وتسقطه حتى يصل القاع، ومن ثم تسحبه، فإذا كنت محظوظاً جاء دلوك مملوءاً وبارداً، وإذا كنت غير ذاك ظهر الدلو فارغاً، وقد جرّب غيري ذاك النهار، وظهرت دلاؤهم فارغة، وبعد تردد أقدمت، وألقيت بالدلو، ثم رفعته، فظهر مملوءاً بالماء البارد، فشربت منه وأسقيت من معي، وطلبت «أُم» أن أعطي ابنها الصغير ما يملأ مرضعته، فهلل وكبّر المشرف، وبانت عليه علامات المباركة، ورجاء التشفع، معتقداً أنني من نسل العرب المسلمين الفاتحين، فتجمهر الحضور حولي، فاستعجلتهم بالرحيل، واضعاً يدي على صدري دليل الطمأنينة والسكينة، كما يفعل عادة الدرويش السالك دروب الله بالبسملة والحمد، داعياً لهم بالبركة في بئرهم، لأني شعرت أنهم كانوا ينوون أن أكون إمامهم بصلاة العصر جماعة، وهؤلاء قد لا يقبلون بصلاة السر، ويصرون على الجهر، وسماع القرآن.. وغداً نكمل..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر  1 تذكرة وحقيبة سفر  1



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates