نحييكم من إذاعة أبوظبي

نحييكم من إذاعة أبوظبي

نحييكم من إذاعة أبوظبي

 صوت الإمارات -

نحييكم من إذاعة أبوظبي

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

حين دخلت إذاعة أبوظبي في بدايات الثمانينيات متدرباً، ثم معداً ومقدماً لبرنامج أسبوعي، كان «محمد مسعود المزروعي» مديراً لإذاعة أبوظبي، وصوته الأجمل من بين أصوات المذيعين المواطنين، وقارئي نشرات الأخبار في الإذاعة والتلفزيون القلة في تلك الفترة، وكان معه «علي سالمين، وراشد المهيري، وسعيد الهش، وعلي عبيد، وكعبوس، ومريم أحمد»، كانت إذاعة أبوظبي تضم نخبة ممن جاد الزمن بهم من إذاعة صوت العرب، أمثال، «شعث، وأحمد حمزة، عبدالمنعم سلّام، وعبدالوهاب قتّاية، وزوجته تهاني رمضان، السيد ندا، وعبدالعال هلال كفني صوت، وشمس الدين الضعيفي معد برامج، والمذيع علي يس» كانت الإذاعة في مجدها، وإذاعة أبوظبي في بداية انطلاقتها، حيث كانت مدرسة «محمد مسعود المزروعي» الذي اجتهد وتعلم وكون شخصيته الإعلامية فيها، وتميز بذلك الصوت الإذاعي الهامس الجميل، سواء في نشرات الأخبار، أو البرامج الصباحية، أو في الإلقاء الشعري المحلي أو الفصيح، ومع الوقت أصبحت له نبرة تميزه، فتعرفه أذن المستمع مع أول جملة ينطقها، كانت لغته العربية الفصحى سليمة، ولا تشعر بجرح من العامية فيها، وإن قرأ الشعر النبطي بانت لهجة أهل الدار نقية صافية، لا شية فيها.
كان المرحوم «محمد مسعود المزروعي» على درجة عالية من الخلق والمهنية، الأمر الذي جعله يتسلم إدارة الإذاعة من باب المهنية والاحترافية، وليس من باب الإدارة والمحاسبة، لذا شعر زملاؤه بقيمة العمل معه، وأعطوه من وقتهم، وأكثر من جهدهم، فالعمل الإعلامي الوحيد الذي يتأثر بالحب، والتناغم والتجانس، حيث يظهر ذلك على الملأ، لا يمكنك أن تخبئ ضجرك، وتوترك، وعدم تقييمك، الشيء الوحيد الذي يمكن أن تخبئه عن الجمهور، هو تعبك من العمل.
كان جو إذاعة وتلفزيون أبوظبي في زمنه الذهبي جميلاً، متآلفاً، دافئاً، رغم ذلك النسيج العربي متعدد الثقافات والاتجاهات، لكن كانت تلزمهم روح الاحترافية، بحيث لا أحد يصل للميكروفون، ولا يظهر على الشاشة إلا بعد أن يذوق التعب، ويبلغ به الجهد، وتنضجه التجارب، ويكون مستمعاً ومطيعاً لمدربيه، ويصل لدرجة الإتقان.
«محمد مسعود المزروعي» اعتزل العمل الإعلامي مبكراً، ودخل في عزلته، رغم كل المحاولات من المخلصين، إلا أنه كان بين الإقدام والإحجام حتى جاء وقت، وضجيج، ورجّات وتغيرات في العمل الإعلامي، وبقي الجيل الأول كأيقونات من الإخلاص والتفاني، فآثروا المراقبة، والتحلي والتعفف، حتى شهادات التقدير والجوائز كانت تتطاير يمنة ويسرة، ولا تلتفت لمثل أولئك المخلصين والوطنيين، و«محمد مسعود المزروعي» كان واحداً منهم، من تذكر الفنان «سعيد النعيمي» حتى رحل، والمثقف «سعيد بن غنوم الهاملي»، و«أحمد موسى الهاملي»، و«عايدة حمزة»، و«راشد المهيري»، و«عبدالوهاب الرضوان» و«عبدالرحمن الصالح» و«عيد الفرج»، وغيرهم من أوائل الإعلاميين، هل ننتظر الغياب حتى نتباكى ونبكيهم، ونقفل ذاك الصندوق الأرشيفي الذي يحمل صورهم من زمنهم الجميل.
لك الرحمة والسكينة أيها الجميل «محمد مسعود المزروعي»، ولصوتك الهامس بالحب والوطن، لقد كنت متميزاً، متألقاً منذ أن نطقت: «نحييكم من إذاعة أبوظبي».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحييكم من إذاعة أبوظبي نحييكم من إذاعة أبوظبي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates