نتقنع لنقتنع

نتقنع.. لنقتنع

نتقنع.. لنقتنع

 صوت الإمارات -

نتقنع لنقتنع

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

رآني ابني منصور في وقتنا الصعب، وفي حجري المنزلي، جالساً متبرقعاً بالقناع الأزرق، والقفازات الزرق، والنظارات الطبية، فجفل وقال لي: «بابا.. يو لوك لايك آ دانتست»! فضحكت بصوت عالٍ، وأخرجني من سماكة وثقل الجلوس في البيت، خاصة وأنني لا أجيد أي عمل منزلي، وإذا دخلت المطبخ شعرت الحرمة كم أصبح مطبخها صغيراً وضيقاً، وأنني أعيق انسيابية حركتها، وتكره ما أقوم به عليها من هندسة غير ضرورية، لكن ملاحظة الصغير جعلتني أتأمل بعض الوجوه، وهي ترتدي القناع، وكيف تبدو فيه، وأي المهن تجدها أقرب لشخصيته المقنّعة: 

- بعضهم ما إن تراه عابراً مستعجلاً، والقناع يستر وجهه، تشك مباشرة في نواياه، وفيما هو قادم على فعله، خاصة وأنه أقرب لشخصية خالع الأقفال.
- بعضهم يزيد القناع، قفازات، ويبدو متأنقاً مثل سائق «ليموزين» سيوصلك إلى المطار أو أنه مرسل من فندق راقٍ، ليقلك مع كثير من الود من قاعة كبار الضيوف إلى جناحك الفندقي.
- بعضهم يهينون القناع، ويصبح مسودّاً على الأطراف، وليناً مثل جوارب طفل، يتراءى لك بذاك المنظر، وكأنه نجار، فقط ما ينقصه وضع قلم على أذنه، لتَكمل.
- بعضهم، وخاصة الممتلئ مع قصر بيّن، ووجهه طافح بالعافية، وروائح الصابون تخرج من مسامات جسده، ما إن يلصق ذاك القناع باحترافية واضحة على وجهه، حتى لا تستطيع أن تميزه عن أي طبيب معالج، تخصص أمراض نساء وولادة.
- بعضهم تشعر أنه في وجل دائم، وعدم ثقة واضحة، ويشكك في كل شيء، وكثير الظنون، ولا يدري ما يفعل، حتى إنه يشكك في القناع الطبي نفسه، بأنه ضحك على الوجه.
- بعضهم، بصراحة، القناع ابتلي بهم، يعني مستحيل يثبت ذاك القناع على وجوههم، خاصة وأنهم كثيرو الحركة، ولا يستقرون في مكان من القلق، والتسبب في إرباك الناس أكثر وأكثر، والواحد منهم مثل تلك الحرمة تظل تعدل برقعها يمين، يسار، والقضاب لا يستقر على أرنبة الأنف، ما ترتاح إلا إذا شربت فنجان قهوتها، تلقاها تطاولته بطرفي الإبهام والسبابة، ورفعته لفوق قليلاً لتتنفس، وتنفس على المتابعين القلقين.
- وحدها الوجوه النسائية تتشابه بالقناع، ولا توحي لك أي منهن إلا كونها ممرضة متمرسة من ملائكة الرحمة.
- العجيب أننا لم نر مطوعاً حاطاً قناعاً، حتى ذاك الذي يقول إن «الكورونا» ذكر في القرآن، وفسر سورة المدثر على تركيبة أعراض «الكورونا»، ولا أدري لو لم يظهر «فيروس كورونا» كيف سنفهم سورة المدثر، بتفسير الطبري أو القرطبي أو الفخر الرازي أو ابن كثير!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتقنع لنقتنع نتقنع لنقتنع



GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:11 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 03:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 03:08 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية

GMT 22:04 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

جزيرة مالطا درة متلألئة في البحر المتوسط

GMT 21:59 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نشطاء على الفيس بوك يقيمون يومًا ترفيهيًا للأطفال الأيتام

GMT 09:20 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

متفرقات الأحد

GMT 18:47 2013 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تعرض تصدير 3200 ميغاواط من الكهرباء لباكستان

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة ترصد أهم خمسة أشياء تؤلم الرجل في علاقته مع شريكته

GMT 21:22 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل زيدان "في مهب الريح" للمرة الأولى

GMT 18:49 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

28 موديلا مختلفا لقصات الجيبات

GMT 04:49 2020 السبت ,18 إبريل / نيسان

تسريحات رفع ناعمة للشعر الطويل للعروس

GMT 03:10 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مي عمر تنضم لمسلسل محمد رمضان "البرنس" رمضان المقبل

GMT 02:53 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

إطلاق مجموعة "لاكي موف"من دار "ميسيكا" باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates