تذكرة وحقيبة سفر 2

تذكرة.. وحقيبة سفر (2)

تذكرة.. وحقيبة سفر (2)

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

طزيارة قبور ومنازل العباقرة والمشاهير في مختلف العلوم والمعارف الإنسانية في مدن العالم المختلفة، تزودك بطاقة إيجابية.. قد لا تكون متوافقاً معه، وربما لا تحمل له حباً، غير أنه واجب الاحترام والتقدير، وثق أنك ستخرج بعدها بشيء من المعرفة، وبكثير من التساؤلات بشأن الأيام والحياة وأحوالها، وكيف تتغير القراءات من زمن إلى زمن للشخص نفسه، ومن كان محقوراً ومذموماً بالأمس، اليوم محمود.. 
ابن سيناء تتنازعه طاجيكستان وأوزبكستان وإيران، ففي ألفيته أقامت له إيران مقاماً كبيراً في مدينة «همدان»، ويكتبونه العالم الإيراني، بينما تماثيله وإرثه موزعة على تلك البلدان، حتى «أبو لؤلؤة المجوسي»، قاتل الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بذلك الخنجر الذي صنعه، وقال: «سيسمع برحاها الناس والدنيا»، ورغم أن عمر رضي الله عنه، منع التمثيل به أو الانتقام من أهله، لكنه قتل ورميت عظامه في المدينة المنورة، الإيرانيون يحتفون به، ويمجدونه فقد أقاموا له نصباً كبيراً، ويعدونه من الرجال البررة، ويترحمون عليه، ويتبركون بمقامه.
«البخاري» طُرد من مدينته بخارى التي ينتسب لها، وتوفي في سمرقند، والآن تتنازع المدينتان فضل الانتماء لهذا العالم الجليل، ومقامه في سمرقند يكتظ بالزائرين والمصلين وطالبي الدعاء.
«زرياب» فرّ هارباً إثر ليل حالك من بغداد بعدما ضاق صدر المعلم «الموصلي» بنباهة تلميذه، وحين تحركت غيرة المعلم من نجابة الطالب، فشعر الموسيقار الفنان، وواضع أول «إتكيت» لموائد الطعام في الدنيا أن مؤامرة تحاك ضد اغتيال موهبته، فقطع البوادي والجبال والبحار للوصول إلى الأندلس، فجحدته الأولى، وفتحت أذرعها له الثانية.
«الفارابي» هذا المعلم الثاني هو من مدينة «فاراب» في «كازاخستان»، وتوفي في دمشق، تتنازع عليه إيران معتبرة أنها موطنه الأول، «الخوارزمي» صاحب الجبر، موطنه اليوم ما يسمى أوزبكستان، وتوفي في بغداد، وكل العالم يتقاتل ليته من بلد كل واحد، فقد اخترع الجبر الذي يسيّر علوم العالم اليوم.
كثيرون هم الذين ضيعتهم مدنهم في الحياة، واحتفت بهم مدن أخرى، واليوم يتنازعون عليهم، لأنهم عرفوا حقيقة قيمتهم التاريخية، «كارل ماركس» ولد في مدينة «ترير» الألمانية، لكن لندن تحتضن قبره في مقابر «هاي غيت»، وحده «جنكيز خان» الذي ولد فوق جبال «خنتي»، وقبره ظل لغزاً بعد وفاته إثر سقوطه من على ظهر حصانه، حتى كشفت الصين عن مباني قبر عظيم في منغوليا، أما قبر «تيمور لنك» الموجود في مدينة سمرقند، فقد ظل مدة خمسة قرون مكاناً مَهيباً يعد روعة معمارية، يسمى «بكور أمير» حتى أمر «ستالين» بنبش ذاك القبر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates