بقلم : ناصر الظاهري
سيتحول الجيل الجديد إلى مدمني الهواتف الذكية، وستصبح حياتهم معلقة بأيديهم التي ستتحول مع الوقت إلى ما يشبه أطراف القبقوب أو إلى أطراف متخشبة لإنسان آلي، بفعل الضغط على أعصاب اليد والأصابع، يعني معقول واحد من بذر الحين، شفته يقود جده بيد، و«يشاتي» باليد الأخرى!
- من تسمع صاحبنا يقول لك: «أنا بفكر أبَلّش من بكرا»، اعرف إن شغلك ما بينتهي عن قريب!
- مشكلتنا مع ربعنا الطيبين، أنهم يغلطون على سيبويه ليلاً، باستشهادهم بقصيدة امرؤ القيس، فتسمع أحدهم وهو في سكرة الصحو، يقول: «اليوم خمراً، وغداً أمراً»، فلا تعرف لما النصبُ في ساعة الصحو؟ كما لا تعرف لما الطلاق في ساعة النشوة؟ النصيحة لكل واحد من ربعنا الطيبين: أن لا تشكل وأنت متمشكل، سكّن وأنت متمكن! فقد عجبت من أبي محمد، وقد طلق مرتين تلك الليلة، وأم محمد مسكينة في دارها لا تدري، لما التفاخر الليلي وعلى حساب النساء، وكأن البعض يعيش في الجاهلية الأولى؟
- مشكلتنا ننتقل إلى بيت جديد وجميل ومتعوب عليه، ونشتري بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة تلفزيون (6K)، ومسطح، ويشتغل ببصمة العين، ويلتقط الأقمار الاصطناعية المرسلة من المكسيك والبرازيل، ويتعامل مع محطة كازاخستان الفضائية، لكن «الريموت كونترول» الذي في أيدينا المحلية، والذي كل إصبع في تلك اليد بحجم غرمول الموز، لا يعرف يهوّس على فصوصه، ولا يعرف كيف يحركها ويديرها غير منّا ومنّا، وفي الآخر يربض ذلك الجهاز العبقري مثل أسد السيرك الهرم بعيون مطفئة!
- أتعجب من بعض بنات اليوم، تجدها في سيارة فارهة، وتحمل حقيبة غالية، والصوغ «تارسنها تراس»، وتوقف عند دكان العصائر الهندي، وتطلب كوكتيل كبير، وتلطم سندويتشين على الماشي، وبعدها.. كم الحساب رفيق؟ فيهز رفيق رأسه: عشرين درهم مدام، فتجفل، وتسمعها بعد الشبع: ليش رفيق عشرين؟ هذا غالي!
- ما شي يوترني كل صباح مثل الغدد الصماء، شو قصتها بالضبط؟
- في ناس من وجوههم تحس إنه عمره ما تعامل مع نوط بو عشر أو نوط بو عشرين، ولا توابعهما، ولا يدري ما هي ضرورة وجودهما، ولما يتشابه ذاكا النوطين؟ ناس شبّعانه، وناس طفّرانه!