فرع النباتيين

فرع النباتيين

فرع النباتيين

 صوت الإمارات -

فرع النباتيين

بقلم : ناصر الظاهري

حين تقرر سهيلة فجأة بعد عمر ليس بالقصير في أعمال التخبيص والهشم، واستطعام اللحم الذي يجاور العظم، أن تتحوَّل من «آكلي اللحوم» إلى المراعي والبراري والقفار، وتستطيب في أكلها الفواكه والخضار، ونصبح نحن وأولادها مشاريع هياكل مثل «غاندي»، وتمنع عن صغارها أكل «الكاندي»، وتحرمني أنا كزوج غير مخلص يحب «القوزي والمندي»، وتحكم علينا أكل اليخضور، وأنواع الحبوب والقشور، وكأننا سنستعد لرحلة فضائية، والآن في حصة تدريبية، حتى اشتهينا التجوال في الشوارع لرؤية إعلانات «الهمبرغر والكوارع»، في حين ترضف هي الغشوة غشوتين، لكي لا تلمحها هي بالعين، فهي اليوم مبتعدة، وعن الدسم ملتهية، وغير مستعدة، فلا ترى من الدنيا إلا الشجر والخضرة والأوراق، ولا تلحظ من الجبال إلا القمم وخضر السهول والهضاب، حتى أصبح فطورنا مثل فطور اليابانيين ماء فاتر، وطحالب لا نعرف أين نبتت، وعصائر أشبه بمحصول البرسيم والجت، وإذا طال صبرنا، وبلغنا حدنا، وجاء الغداء، فإذا هو أشبه بالفخّارة، وكأنها تنقط علينا بالقطّارة، معددة الفوائد من كالسيوم وماغنيسيوم وفيتامينات تجلب النظّارة، وتقوي الشطّارة، فنقوم وقد شبعنا من الكلام، ورضينا به عن لذيذ الطعام، منتظرين العشاء على أحر من جمر الغضا، فإذا به عجائن ولدائن، خالٍ من اللحم ومن الشحم والدسم، ولا يشبع الرضيع، ولا يدفئ الوجيع، لا للعود صالب، ولا للروح شفيع، فقررنا أن نبيت على الطوى، ولا نقبل بأكل الهواء، فعقدنا اجتماعاً على مستوى القاعدة، وقررنا أن نغير أصناف المائدة، فتحايلنا على سهيلة وخططها النباتية، ووضعنا خططاً عظامية، تنبح لها كلاب الحارة، وتئن لها قطط الجارة، ووضعنا عريضة كلها مكر وحيلة، وتلبسنا أثواب التقوى، وأضفينا علينا من حلل الإيمان، ودموع الشكوى، وحين وضعناها في زاوية «اليك»، وفاجأناها بمسألة العيد والأضحية، خاصة أنها الصوامة اللوامة تردف رمضان بالست الصبر، ولا يفوتها الصوم المشبه بصوم الدهر، وتحرص على متابعة مشايخ الفضائيات على الجمر، فكيف لنباتية أن تختار ذبيحتها، وتشهد ذبحها وسلخها وتوزيع لحمها، وتحلي طرف فمها بدسمها، أسقط في يد سهيلة، وكادت أن ترتد عن دين الآباء والأجداد، وتتبع ملة العصر الجديد، وتعاليم حزب الخضر، ومناصري الطبيعة، وأنصار البيئة، فهي الآن في منزلة بين المنزلتين، إما الخضار وعروق النبات وإما الأولاد والبنات، فحنّت، ثم لانت وغنّت، وقبلت بقطيع الأسود الجائعة، وأسراب الكواسر الهائمة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرع النباتيين فرع النباتيين



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:15 2015 الأربعاء ,25 شباط / فبراير

تنحي برلماني بريطاني بارز بسبب فضيحة رشوة

GMT 08:26 2013 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

"قيامة" مجموعة روائية تتناول علاقة العلم بالإيمان

GMT 21:24 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سلافة معمار مثيرة في أحدث جلسة تصوير بعدسة بو منصور

GMT 14:49 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

6 نصائح من خبراء الديكور لغرف نوم مميزة لأطفالك التوأم

GMT 05:00 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

بان كيك بالشوكولاتة

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

الأهلي يواجه طلائع الجيش في دوري سوبر السلة

GMT 08:28 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بليزر مخطط لإطلالة نحيفة للمحجبات في موسم الشتاء

GMT 00:51 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

Tiffany & Co تحمل هدايا يوم الحب لكِ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates