البعض يهرم من النميمة

البعض يهرم من النميمة

البعض يهرم من النميمة

 صوت الإمارات -

البعض يهرم من النميمة

بقلم : ناصر الظاهري

للإنسان العادي تجارب صغيرة، وربما أفضت إلى نتائج كبيرة، ويقدم عليها الإنسان عادة في البداية من أجل نفسه، حتى يجد أنها تفيد غيره، دون أن يتكبد الآخر عناء التجربة، ومشقة الجهد، وهدر الوقت، لكن معظم هذه التجارب الناجحة قد نخطئ حين نقدمها بطريقة إرشادية وتعليمية، أو فيها شيء من التعالي والمفهومية، فتضل طريقها، ولا يقبلها الآخر، وإن قبلها قبلها ببعض المرارة في الحلق، لذا حين نريد أن ننقل تجاربنا الناجحة لأولادنا أو للآخرين، علينا أن نقدمها ملفوفة في ورق «سوليفان» أو مذهبة كحبة «الشيكولا»، ولا نجهر بها علناً، ولا نبخل بها، ولا نقدمها للشخص الذي نشعر بأنه لن يقدرها، ولن يشكر فاعلها، لكن هناك الكثير من التجارب التي نعدها ناجحة في حياتنا، لكننا لا نقدر أن نقنع بها الآخرين، وربما تأسفنا حينها على حالهم، لأنهم لم يأخذوا بها، وعلى حالنا لفشلنا في التسويق لتجارب في الحياة ناجحة، وتعميمها على الناس.

من هذه التجارب الشخصية كانت تجربة الكتابة، وبداية إغواء النشر، وبداية تلمس النجاح، كانت تضمنا منتديات وجلسات ولقاءات يفترض أن تكون أدبية وثقافية وفكرية، لكنها مع الوقت كانت تتخللها نميمة ثقافية واضحة، فلان يقرض الشعر، ولا يكتبه، فلان هناك من يكتب له، فمن غير المعقول أن يكون مواطناً، ويعرف أن يكتب، فلانة ما تعرف من بحور الشعر إلا بحر الكورنيش، والشاعرة فلانة تهتم بشَعرِها أكثر من شِعرها، وتلك لولا الكاتب الفلاني احتضن موهبتها ما

ظهرت في الصحف والمقابلات التلفزيونية الكثيرة، فظلت هناك قرابة الساعتين إلى ثلاث ساعات نغيبها في الغيبة، والنميمة الثقافية، ولا نحرق بها مرحلة من المراحل إلا سير الناس، وبالتالي لن تظهر لي مجموعة قصصية أو رواية واعدة أو أي كتاب، فقررت أن أتعلم مبادئ اللغة الإسبانية، وأنقطع عن وِرد المتثاقفين والثرثارين، رغم أني يومها ربما ما كنت بحاجة لتعلم مبادئ اللغة الإسبانية، ومرة ذهبت للدراسة في فرنسا، وغبت ثلاثة أعوام وعدت فإذا بهم في جلستهم تلك يثرثرون ويهرمون، وكلما غبت، وعدت لجلسة المتثاقلين والمدخنين، ورأيتهم جالسين على «حطة اليد» متحولقين حول طاولات خشبية متهالكة أو بلاستيكية مشمخة، وكاسات الشاي شبه الفارغة والباردة قليلاً، ومنفضات سجائر مرشوشة ببقايا ماء أو قهوة تركية، ويلوكون سيرة من يغيب عنهم، ويحطون من نجاح الآخر، ولا يفرحون للدنيا، ولا للنظيف، والإحباط مترسب على الكبد، ويحرق المعدة، وأشياء كثيرة تثقل الكتف، ولا تجعل الذي يحب الطيران يحلق بعيداً، وعميقاً نحو فضاءات الحياة الملونة!
المصدر : الاتحاد 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البعض يهرم من النميمة البعض يهرم من النميمة



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates