ينهمر المطر فتمطر الذكريات 2

ينهمر المطر.. فتمطر الذكريات -2-

ينهمر المطر.. فتمطر الذكريات -2-

 صوت الإمارات -

ينهمر المطر فتمطر الذكريات 2

بقلم : ناصر الظاهري

- حين ينهمر المطر، ويأتي المطر برعوده، ولا يكسّر حوي سَعّوده، ويأتي المطر من فوق، ولا يكسر حوي بن طوق، يأتينا المطر بيد الله، ولا يكسر حوي خلق الله، كما هي أغنية أطفال الزمن الجميل الغابر، جاء على استحياء، وفي وقت باغت الجميع، كهدايا العيد التي تأتي هكذا، من دون وعد ولا مواعيد، هكذا هي التباشير التي تطرق الأبواب بلا استئذان، كعادة ضيف نحبه، وصديق يخبئ لنا الفرحة، والضحكة التي تحتبس في الصدر، جاءنا المطر ليغسل عطش المدينة، ويغسل النفس التوّاقة للطُهر والنقاء، لما علق بها من وجع الحياة، وتداعي أمورها التي تثقل الروح، وتجعل شتى الأشياء معلقة، وأحلى التفاصيل مؤجلة، لرحلة يكون فيها الماء سيد الحضور، وصانع الحبور.
 
- حين ينهمر المطر، يأتي الماء الرباني، ساقي الأرض، ومغني الحياة، ويكون وحده القادر أن يجرجر سنوات العمر، نحو البرك التي كان يشكلها في المكان العزيز، وفي الذاكرة المتوثبة دوماً، الخريوات التي تسير بمشاغباتها حيث تشتهي من الأمكنة، وحيث تخط حرفها المائي على صفحة اليابسة، الشعاب التي تسلك طريقها، تسبق طبيل الوديان، وهديرها المندفع من جرف الجبال وصخرها الصوّان، ماء وانهمر، كان يفرح الرمال، ينعش الحِيَا، يوقظ غنائية الرعي من خلدها السرمدي، تذهب الحياة نحو بريتها الأولى، وطفولة الأشياء، يتنفس الإنسان المكظوم، روائح الفضاء، وعطور النماء، وظليل الماء، يلاحق عصافير الروح المختبئة بين الأرض والسماء، هكذا يفعل المطر حين يفاجئ الجميع، وحين يرسل القطر.

- حين ينهمر المطر، تتذكر نافذة حديدية، وظلفة خشب متشقق خلفها، ونظرة مواربة لشقاوة العمر الصغير، تعبق بمسك أهل الدار، تستذكر نوّارة دار الزين، بشيلتها الوسمة التي تكبرها، بخط الكُحل الذي يشق العين النعساء، والرضاب الذي يسكر الشفة الكسلى، وورد الخدين المزهّر بمسحة شمس خجلى، تعن عليك التماعة الخضّرة في جدائل النخيل، رائحة الارتواء التي تعطّر السكيك، لون الثرى النائم، وتقطع صوت المرازيب، تنطط الحافية في غمرة نضجها، اخضلال شعرها، تضاريس الثوب المخوّر المبتل حين يناغي جسدها، سكون الأشياء حفاوة بالمطر، وأحلام البشر.

- حين ينهمر المطر، تتذكر الرجال وهم يصلحون سطوح منازل الطين، وهم يفزعون للجار، وللعجوز، وهم يحدّون لشعاب الوديان، بالمعاريض والدعون، وأخاديد الحفر، يسلكون بها طرقاً بعيدة عن الدور، وبساتين النخيل، وحظائر البُهم، يجعلونها ترعى أماكن وسيوحاً، كانت في عز شوق لقطرة مطر، تتذكر شجرة الأشخر النابتة في ركنها القصيّ، وهي تحضن ما يسوقه الماء في اندفاعه، من خشاش الأرض، وأوراق الشجر، تسعد والأطفال بثمرها الصغير السام، وفرح تفقيعه، وما تضمه تحتها من هدايا، جرفها السيل، وأحضرها المطر.

- حين ينهمر المطر، يفرح الصبي الصغير الذي لا يحب أن يكبر، ويحب كثيراً.. كثيراً نفّات المطر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ينهمر المطر فتمطر الذكريات 2 ينهمر المطر فتمطر الذكريات 2



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates