بقلم : ناصر الظاهري
تجربة مشاهدة مباراة نسائية في كرة القدم لا يعادلها تجربة، هي فاصل جميل ومضحك ستعيشه وحدك، ومع شطط تفكيرك، ولن تشاهد أحداث المباراة، خاصة إن كان تفكيرك شرقياً محضاً، والفريق نسائياً عربياً مفترضاً أو تخيلياً، رغم وجود أكثر من منتخب عربي في كرة القدم ولعبات أخرى، ورغم البطولات النسائية والمنتخبات العالمية للنساء، إلا أن النساء غير مقتنعات بالفكرة من أساسها، رغم أن اللاعبين الرجال في كل العالم يحسدون على دخولاتهم المالية وأضواء الشهرة والبريق الإعلامي والاجتماعي، إلا أن لاعبة المنتخب الألماني عندها فكرة تدحض ذلك، فقد تخلت عن البريق الرياضي؛ لأنه لم يأتِ بهمه، واتجهت إلى الإغراء، وهو لعبتها الأولى، وسلاحها الذي تحبذه في مجالدة الحياة.
دعونا نعلق على المباراة الافتراضية الجارية رحاها في صالون، عفواً في استاد كرة القدم الرياضي، فأول شيء لافت للنظر غير وجود حشد نسائي، وتغيب رابطة المشجعات؛ لأن كل واحدة لاهية بشغلها في البيت والمطبخ، ولأن المباراة تخلو من أي حماسة، وفاترة طوال شوطيها، ويفترض أن تكون مباراة النساء من شوط واحد، أو «شورت واحد وقصير» فالكرة في الملعب تشعر بأنها تائهة، ولا واحدة تكلف نفسها عناء متابعتها أو الجري وراءها، فكل واحدة متكلة على أختها، ثم إنه من الصعوبة أن تستقبل اللاعبة الكرة بصدرها لظروفها الاجتماعية والفنية، ولأسباب خارجة عن إرادة الجميع، ونتيجة توصيات عيادات التجميل المتشددة بخصوص السيليكون والماء الزلال والمطاط القابل للانصهار، صعب أن تضرب الكرة بالرأس خوفاً على التسريحة، والرفعة الطويلة تحتاج لعضلات قوية في القدم، وهي «شوتتها على قدها»، إلا إذا كانت رفسة موجهة نحو الزوج في الأساس، أما إذا احتكت لاعبة بأخرى، فربما تنتهي الأمور بالعض والصريخ، واللطم، وشد الشعر، والتخميش بالأظافر، وستجد اللاعبة تغار من ملابس غريمتها، ولون الفريق الثاني، ولاعبة أخرى منهن لو شهر الحكم - وهي امرأة مثلها- في وجهها البطاقة الحمراء، فربما لن تخرج من الملعب، لأن اللون لا يعجبها، وتريد بطاقة بنفسجية علشان نفسيتها أو لأن الحكم يغار من جمالها، أما إذا رفعت حاملة الراية رايتها، فستصرخ اللاعبة في وجهها: لماذا لم ترفعها في وجه اللاعبة فلانة؟ أم حب الشباب في الوجه، وإلا أن الدنيا «بغايا وشفوف»، أو سترفع صوتها بأن رافعة الراية ما «تدانيها»، لأنها لاعبة، وهي كانت لاعبة فاشلة، وإذا صار أي احتكاك بين اللاعبات، فستسمع مسبة الأب، والأم، والمعايرة بالقبح، وسواد الوجه، بعض اللاعبات ستصر على اللعب بالكعب العالي، لأنه آخر موضة الآن، أما بعد المباراة فسيتم «القرض» والنميمة، والحكي على فلانة من اللاعبات، وعلانة من طاقم الحكام.. وستنسى المباراة تماماً، ونتيجتها التي لم تكن لصالحها.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد