بقلم : ناصر الظاهري
يعني مرات بعضنا يدور على الغلط دورة، مثل ذاك الذي كان يريد أن يتشاطر، ويرمس بالعربي الفصيح، مقلداً أولئك الذين يراهم يظهرون في التلفزيونات كمحللين استراتيجيين، فبداها بعماها، حين قال مشكلاً، وليته سَكّن ليسلم: «نحن عندُنا في البيتُ»، مثل هذا الشخص ما أحد كلّف عليه أن يهرف بما لا يعرف، فوقع في المحظور، تماماً مثل ذلك الخطاط الذي قدّم للبلدية خطاً جميلاً، لكنه ارتكب خطأ في الأصول والقواعد، كان يريد أن يزينها ويكحلها فعماها، فكتب مثلاً: «شارع الملك عبدالله بن عبد العزيز» وليته كتبه كسطر واحد، لكان في السليم، لكنه قام وشطر الاسم، وبدأ أول السطر بـ«بن»، وهنا المعضلة، إذ كان عليه كتابتها هكذا «ابن»، ولما اعترضت على تلك اللافتة، استصغر الكثير المسألة، وكان ردهم المتسرع: «تراك معقدنها»، طبعاً ما يخص العقد وإلا غيرها في الموضوع، هذه قواعد وأصول، يعني الذي كتب بحث عن الخطأ وعمله، وتريدون نقول له، «والله ما قصرت، ما يخالف»!
يا سلام على الطراز المعماري للمساجد الجديدة في أبوظبي والعين، لأول مرة أشعر بأنها أعمال فنية تليق ببناء المساجد وعمارتها ومقامها، واستنباط ثقافة العمران المحلي الذي كنّا غافلين عنه، والعمارة الحديثة التي وكأنّنا نرهب منها، بعد ما ظلوا «الاستادية» يصبون تلك القوالب المعروفة، وكأنها واجب منزلي، يعملونه بالعادة، ومن وراء خواطرهم، ولجنة الطابع المعماري الإسلامي في البلديات توافقهم على ذلك، وتشترط ربما عليهم أن لا يخرجوا من تلك الربقة، مربع ومنارتان وقوس، وأدحل، الْيَوْمَ هناك مساجد تبكي العين فرحاً، وتزيد إن نظرت إليها من حسنها حُسْنًا! «كتبت مرات.. ومرات، أن على وسائل إعلامنا الوطني أن لا تنساق وراء وسائل التواصل الاجتماعي، وتتبعها، وتجعلها تقودها أحياناً، لأنها ببساطة منعدمة المسؤولية، وسهلة بلا شروط مهنية، وبالتالي ستصيبها عدوى الجاهزية دائماً، فلغة الإعلام الراقية سيصيبها العطب، وتنزل للمستوى السوقي، وحديث الشارع، والطرح المهذب والعميق الذي تنتهجه، يمكن أن يلحق به الضرر، لما تقدمه الأخرى من سفاسف الأمور وقشورها وضحالتها، ولأن فقدان المصداقية مرة، والتخلي عن المهنية مرة، يجعل الوسيلة الإعلامية الوطنية في صورة مشوهة، غير موثوقة، ولا مصدّقة، ولو حاولت فيما بعد تحسين الصورة، لأن الكسر والشرخ قد أحدث القطيعة، وضاعت المسؤولية، وميثاق الشرف الإعلامي»!