بقلم : ناصر الظاهري
أولاً.. لأنه يومه، يحق أن نعنون به مقالة اليوم، فقد كان بالأمس فوزه، وحتى قبلي، بجائزة أفضل عمود صحفي في حفل جائزة الصحافة العربية التي تحتضنها كل عام دبي المفاجآت والأحلام الكبيرة، وخلال يومين من الملتقى الإعلامي الذي كان مذهلاً هذه المرة، ومختلفاً، ويليق بما يراد لدبي من مكانة عالمية، إن خبر الفوز بالجائزة أفرحني؛ لأن هذا «المشاغب الجميل» قد بلغ عمره سبعة عشر عاماً، من الحضور اليومي، والذي يليق بقهوتكم الصباحية، ويليق ببواكير أعمال اليوم من خير، لقد كبر هذا المستريح على حافة الصفحة الأخيرة بي
ومعي، وبثقتكم واهتمامكم وتبريكاتكم، له من الأصدقاء ما لا يحصى، وله قليل من الأعداء، لماذا أصدقاؤه كثر؟، لأن فعل الخير ومناصرة الحق والوقوف مع الضعيف والمحتاج، ونشدان الجمال والبحث عن آفاق من الرؤية والرؤى، ووعي معنى الوطن، وذكر الأهل الطيبين، له أنصار، وأنصاره يملأون البقاع، في حين من ينزوي باحثاً عن الشر، ومعانقاً الرماد، متخلياً عن ألوان الحياة الجميلة، ولا مدركاً لرائحة تراب الوطن، أفراده قلائل، هذا هو الفرق بين أصدقاء «العمود الثامن» وأعدائه، إما خير ونور وبشارة لا تنتهي معه، وإما من يحمل مناجل الحقد والأنانية، ولا يعرف معاني عزيزة على الناس كالإيثار والكرم والبشاشة والتسامح والمحبة المطلقة، فهو ضده، وضده بالمطلق.
صباح على الوعد والمواعيد، صباح يليق بكم، أيها القرّاء الكرام، والأعزاء دائماً .. وأبداً، أنتم من أشعلتم نهارات العمود، وقصرتم مسافات من الصدق والوجد له ومعه، شددتم من أزر صاحبه حينما تكاد أن تتعثر به القدم، ويشكو التعب، ويلوم النفس الأمّارة بالحب والنقاء، أنتم كُنتُم ليله المتلألئ بدفء مشاعركم، بتلك القبضة القوية حينما تتشابك الأيدي بحرارة اللقاء، وحين ألمح تلك التلويحة من بعيد؛ لأن بعضكم شبّه عليّ أو عرفني، وحين تنساب الكلمات عسلاً وتمراً مذاباً منكم، وحين يكون السؤال إن غاب أو احتجب أو تباعد في المسافات، وحين تترادف كلمة «شكراً»، ليتني أستحق أقلها.
«العمود الثامن» كان ومنذ بعيد العهد، وطويل الأمد، رهاناً من أجل حياة أجمل نحن من يصنعها، لا نجبر أن نتلقى فتاتها، أو يضيقوا علينا دروبها بالزواجر والنواهي والنصوص المغلقة، كان رهاناً من أجل وطن زاهٍ، يكبر بأحلامنا، ومعها، لا نريد له إلا تلك المنزلة الشارف علوها، نحوطه بأهداب العين ومائها، هو المبتدأ والمنتهى، بعده الأشياء تفاصيل، كان رهاناً أن يبقى ظلاً للإنسان، يتبعه كأغنية عشق لها وقع المطر، وتلحيق الريح، كحارس ملاك يظلله كغمامة بيضاء لا تفارق سماءه.. يسعد صباحكم والمساء، يسعد كل من له فضل عليه، وكل من وقف معه وسانده، ودافع عنه، يسعد حرَّاس نجاحه.. هكذا يرد «العمود الثامن» شكره للجميع.. ومن أجل الجميع.