ضحكات من كان 1

ضحكات.. من كان (1)

ضحكات.. من كان (1)

 صوت الإمارات -

ضحكات من كان 1

بقلم : ناصر الظاهري

- «كان» مدينة لا تحب الفقراء، قد تكون غرفتك بألف درهم وأنت غير راضٍ تماماً عن حجمها الذي يكبر جحر الضب بقليل، ولكنك دافع لا محالة، غاض البصر عن الخدمات المنقوصة، وفجأة تصبح الغرفة نفسها بخمسة آلاف في الليلة، فإن لم تعمل حسابك، فعليك أن تسعى لأقرب حديقة عامة أو مأوى للعجزة مالياً، وهذه غير متوافرة في الساحل اللآزوردي.

 - بعض المدن من أنشأها كانت لديه تلك النظرة الأرستقراطية المتعالية، بحيث كانت لديه نية مبيتة أن يستأثر لنفسه، ولحاشيته بتلك المواقع المطلة على البحر، مولياً المدينة ظهره، غير باحث عن جوار للدار، فالمساحات الخضراء لا تسمح بالجار الجنب، وحده الجار البعيد من يسكن، «كان، ومونت كارلو، ونيس».

- في ذلك الزهو النجومي في مهرجان «كان»، هناك الكثير من النصابين الذين يستغلون نظرة الغريب المندهش بروعة المكان، وهذا الحشد النسائي الطاغي، والضياع في ازدحام شارع «لا كروازيت»، فيقدم ضحكته لك من بعيد، وكأنه شقيق أمك الذي يعرفك، ولا تعرفه، متمنياً أن تسأله أي سؤال لتسهل له مهمة النصب الذي هو آتٍ من أجلها، ولو كانت على عجوز ودّعت الدنيا بزمن ليس بالقريب المنظور.

- ثمة نساء في هذا المهرجان متطلعات، ولا يعرفن أين ستكون حطة قدمهن ذات الكعب العالي التي ثمنها غالٍ على فتيات مثل بتلات الزهور، وثمة أميركيات متعاليات على الفراغ، موحيات للآخرين بأنهن من سلالة جد فرنسي تاه في ذلك المحيط الواسع، فتجدهن متذمرات حتى من هواء العوادم في مدن الناس الآخرين، ناسيات كل البؤس في أميركا، بعضهن كن يشتكين من الطماطم لأنها تسبب لهن حساسية من نوع ما، هذه الثمرة التي تؤكل معصورة، ومهروسة، ومطبوخة، غضة، وناضجة، والتي اكتشفت مع اكتشاف أميركا، حتى أنها من غلاها على النفوس حينها، كانت تعد من الفواكه لدهر طويل، أين الحساسية فيها؟

- ما زال الفرنسيون بلغتهم المتعالية والتمثيلية، والتي تحمل علامات كثيرة للتعجب والاستنكار والاستفهام، يبدون دهشتهم حتى من السلاطة الخضراء التي لا تختلف عند شعوب كل العالم.

- ثمة ممثلون تخطاهم العمر وما زالوا يصرون على تلك الطلّة الصبيانية المتخشبة، غير مدركين أنهم يشبهون الحانوتي ببدلهم السوداء الكالحة، حين يودع شخصاً لا يبالي من هو، ولا تعني وفاته غير الحزن المصطنع.

- طوابير من الفتيات الحالمات بالمشي على السجادة الحمراء بكعب عال، وظهر عار، رافعات لافتات «من فضلك ممكن تأخذني هناك»، الشهرة والبريق وأضواء الكاميرات السريعة الخاطفة، ثمنها أحياناً باهظ لفتيات طرّيات العظم، ومهلكات، خاصة لأولئك الذين ابتساماتهم سيراميكية لامعة البياض، مثل الطباشير.. ونكمل غداً

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضحكات من كان 1 ضحكات من كان 1



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:59 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"حقيبة الأبط" تتربع على عرش موضة خريف وشتاء 2018

GMT 01:19 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رشاد ومي حلمي يتفقان على إتمام حفل الزفاف

GMT 20:07 2015 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

شركة "سامسونغ" تطلق غالاكسي في بلس" في ماليزيا

GMT 15:47 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Xolo تطلق هاتفها الذكي متوسط المواصفات Opus 3

GMT 18:19 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

ترجمة لکتاب صید الخروف البري لهاروکي موراکامي

GMT 10:07 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

استبعاد ياسمين صبري من مسلسل ظافر العابدين

GMT 12:50 2013 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

إعادة طبع رواية "التراس" في حلة جديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates