متصوع صوع

متصوع.. صوع!

متصوع.. صوع!

 صوت الإمارات -

متصوع صوع

بقلم : ناصر الظاهري

صاع يصوع صوعاً، على وزن صاغ يصوغ صوغاً،والصوعة، على وزن الصوغة، وهي عند أهل العين، من زينة النساء كالذهب والفضة واللؤلؤ، وما شابهها، وعند أهل الظفرة، تعني الهدية، وصاع المرء تشرد، وضرب في الأصقاع دون وجهة، ولا هادي، وفِي أصلها تفرق، وصاع الراعي الغنم، فرقها في المرعى، والصاع والمد، من الأوزان والقياس عندنا، نقول «صاع» أو صاعين من تمر، وهي عربية فصيحة، وكانت هذه الأوزان يستعملها العرب في جاهليتهم وإسلامهم، والصاع أربعة أمداد، وفِي سورة يوسف ذكر «صواع الملك»

وقرأه أبو هُريرة «صاع الملك»، وهو إناء للشرب يصنع من الفضة، أو يطلى بالذهب، أما الصوع أو الصوعة، فهو ألم وصداع يصيب الرأس، نتيجة العادة اليومية، وانقطاعها يسبب ذلك الاشتهاء، وعلاج الصوع إتيان ما انقطع من عادة، فإن بقي العوق بعدها، فالوسم والكي آخر الدواء، والعادة أن الصوع يصيب الرجال الكبار، لا الشباب الغض، فيعنّ عليه «قرص العقيلي» أو قرص الجمر، فجراً، فنقول: «شو.. بايت تحلم به أو داقنّك صوع عليه»، ويدق عليه فنجان القهوة نهار رمضان، وتعنّ عليه الدوخة بعد نهار طويل في رمضان، ولا حلّ في الأولى إلا بمقابلة دلة مقندة، تبرّد الجوف، ولا حلّ في الثانية إلا بجر جرتين من مدواخ، وغليون حار، يرد الكيف.

أما صوع الشباب الجديد فخر البلاد وذخرها، فهو صوع بحاجة لسوط من غصن الرمان، وما لان من الخيزران، لأنه لا يرد للرجال بصلة، فالشباب ملثمون، والصبايا متبرقعات، لا حشمة، ولكن مداراة سواد الوجه، والفعل الشين، وهي من تقاليع الشباب الكثيرة، وطيش العمر، يأتي الوقت، فينسونها أو تحلّ محلها تقليعة جديدة، بعض من هذه التقاليع تغزو العالم، خاصة حينما تتبناها أفلام السينما أو الأغاني، بعضها يقبر في مكانه، المشكلة في مثل هذه التقاليع أنها بلا أب، ولا يعرف مبتكرها الأول، لكنها تسري في الشباب سريان النار في الهشيم.

لا تعرف ما معنى شاب يزحف على بطنه من تحت سيارة ذات دفع رباعي؟ ولا «تهويسة» الرأس التي يأتيها، بعد أن يغير إطار سيارته المثقوب، ولا تلك العبايا التي تختضل، مع هزات الرأس، وكأنهن قطيع من البطريق ينهض بعد سباته الشتوي، شاب يدخل من النافذة، لأنه متصوع، فتاة تكتب على السبورة، وبعدها تنزل «زيرانها» عند طاولة المعلمة، لأنها متصوعة، في الحمام، في غرف النوم والمجالس، داخل السيارة، عند الحلاق، في كل مكان، حتى «البشاكير» علموهم «متصوع»، شباب وشابات «يزافنون ويرزفون» صابغين تلك الحركات بما يأتيه أهل الإمارات في رقصاتهم، العيّالة أو الرزفة أو الحربية. اللهم اجعل صوعهم في نحرهم، فلا يحركون الرقاب إلا لسجدة أو ركوع أو طاعة، خاصة ورمضان مقبل، لكن أخاف أن يمتنعوا عن الصوع نهاراً، ويأتونه بعد الإفطار!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متصوع صوع متصوع صوع



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates