بقلم - ناصر الظاهري
ع-
- صباح الجمعة المنصرمة، فتحت بريدي الإلكتروني، ووجدت من صباح الله خير رسالة من «ديفيد اليجور» يطلب مني على وجه السرعة التواصل معه، فقلت: «بعدنا ما واحالنا، ولا قد صلينا على النبي»، لكن قلت لنفسي لأتأكد وأرسل له رسالة نصية بالعبرية، اقتطعتها من «العهد القديم»، وسأرى إن تأخر ساعة، وهو المستعجل على الرد، وظل يفكك شيفراتها، فهذا بالتأكيد من النصابين في هونغ كونغ أو من الجماعات التي تعرفونها، وتعرفون كيف ينصبون بسذاجة، ويحللون بغباء، وما زالوا يلهثون وراء الكذب السياسي، وإن رد بسرعة فسأطلب من «ديفيد» أن يمهلنا شوي، وكله ملاحقين عليه، لكن «ديفيد» حتى بعد انقضاء أسبوع، لم يصلنا منه الرد.. عسى المانع يكون خيراً!
- لا تعرف ماذا يبغي أولئك الذين يربون شحمة في صدورهم، لا يرضيهم إلا الخراب، وزوال النِعم عن الآخرين، لأن هذه الشحمة لا تكبر بالحب الذي لا يعرفون، وحده الحسد والحقد يجعلها تترطرط، وتبلغ حلوقهم، هذه الشحمة عزيزة على أصحابها، لأن منها يعتاشون، وعليها يتغذون، والإمارات بنجاحاتها المستمرة، وبأعمالها المتميزة، وبخيرها الذي يعم ويخص، تجعل من تلك الشحمة قاسية ومتفحمة في صدورهم.
- لم يمر حال أسوأ من هذا الحال على «أمة العرب»، و«أمة محمد» و«أمة لا إله إلا الله»، بهذه القتامة والعدم والعبثية المتناهية، إلى أين المسير، وكيف هي القبلة؟ الأمة تتصدع من الداخل، وتغتال من الداخل، ومرضها منها وفيها، ترضى بكل من يضحك عليها، غاب العقل، وتصدرت الأهواء والنفعية والمصالح الشخصية على حساب الأوطان والشعوب، يقاد البعض كالقطيع، والنخب المثقفة والمتنورون والطليعيون مبعدون ومتباعدون، تاركين الساحة للغوغاء والمتلثمين والمحجبين والمصفقين، ومدعي الدين، كل هذا الخراب في الداخل، وفي النفس، ونلوم دوماً الخارج والآخر!
- كتبت مرات.. ومرات، أن على وسائل إعلامنا الوطني أن لا تنساق وراء وسائل التواصل الاجتماعي، وتتبعها، وتجعلها تقودها أحياناً، لأنها ببساطة منعدمة المسؤولية، وسهلة بلا شروط مهنية، وبالتالي ستصيبها عدوى الجاهزية دائماً، فلغتها الراقية سيصيبها العطب، وتنزل للمستوى السوقي، وحديث الشارع، والطرح المهذب والعميق الذي تنتهجه، يمكن أن يلحق به الضرر، لما تقدمه الأخرى من سفاسف الأمور وقشورها وضحالتها، لأن فقدان المصداقية مرة، والتخلي عن المهنية مرة، يجعل الوسيلة الإعلامية الوطنية في صورة مشوهة، غير موثوقة، ولا مصدّقة.