بقلم : ناصر الظاهري
إن التوتر، والقلق الدائم، وازدياد إيقاع عجلة الحياة، جعلت الناس في ضيق، وأقل القليل يشعل فتيل غضبهم، وإن شارعنا المحلي خرج من وقاره القديم، وذهب باتجاه السب والشتم، والتعدي للعنف الجسدي بعد العنف اللفظي، ويرى الراصدون أن وراء هذا التبدل والتغير أسباباً عدة، منظورة، وغير منظورة، منها، - التقلبات في السوق النفطية، وأثرها المباشر على محطات «شيش البترول» عندنا.
- الرعب الوظيفي الذي لا يجعلك تستطيع أن تبني خطة عشرية أو خمسية أو حتى سنوية.
- كثرة الرادارات التي تجعل الإنسان بلا حاسيّة، فتجد الإنسان يسوق ويده في جيبه، وعيناه ترابي ما بين خلل الأشجار.
- ضريبة القيمة المضافة، أضافت تبرماً، وضيقاً يشبه حر ورطوبة شهر سبعة وثمانية.
- الرسوم الحكومية، والجمركية والتغريمية، بحيث اليوم تدخل دائرة، وتقول: يا رب ما في رسوم، لكن من يقول لك، بمجرد ما تدخل عتبة دائرة السعد، عليك أن تدفع مبالغ بلا مقابل.
- مصاريف الماء والكهرباء والتلفونات، فواتيرها في العالي ولا تبالي، بالرغم من ترشيد الاستهلاك، لكن بصراحة الكهرباء والماء والتلفونات ما رفعوا أسعار فواتيرهم إلا بعد ما زاد كل شيء في الآونة الأخيرة، وهم بصراحة لو مش في «الآونة الأخيرة» ما زادوا ولا «آنه» على الناس.
- الديون الاستهلاكية، بحيث أصبح إنسان الْيَوْمَ «محَرّول» بديون «البنك والكردت كاردز، وبريسنال لونز، والموركج، غير مصاريف ذات الصون والعفاف».
- التفكير في «العودة للمدارس»، وما يترتب على هذه «العودة»، حقائب مدرسية يعتلها الطلاب، ولا «حمّالية الفرضة»، القسط الأول والثاني والثالث على كل رأس، يعني بصراحة كم بيكدّ «هالأبو».
- مصاريف الأعياد، مصاريف مواقف، مصاريف المخالفات المرورية، مصاريف السفر، مصاريف العيادات والمستشفيات الخاصة، مصاريف السيارات، مصاريف الدريول والبشكارات، مصاريف سر وتعال، هذا لو الواحد يدفع عنده، و«حذال» بيته «بيب الظنة، جان قال بس».
- يقول لك حتى المطاوعة والمتدينون صاروا يسبون، ويغلظون في الشتم، ويأتون بلعنات من أيام الجاهلية، مثل: «ثكلتك أمك»، وبعدين يقول لك: الله المستعان، اللهم أخزك يا شيطان، بس في داخله يكون المطوع مرتاحاً، وبرّد «غديّدَه» على رأي أهلنا المغاربة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد