تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

بقلم : ناصر الظاهري

عرفت السفر صغيراً، وحين أقول السفر أعني الاعتماد على النفس في كلّ شيء، وترتيب أمورك بنقودك القليلة، واستغلال كل الوقت والظروف من أجل قضاء وقت جميل في مكان غريب عنك، والاستفادة من تلك الزيارة علماً ومعرفة ومتعة، بحيث تكون حقائبك عند عودتك محملة بالكثير من الذكريات التي تزيد من أفق تفكيرك، وتنمي شخصيتك وتجعلك أكثر وثوقاً بالنفس، وتحفزك إلى السمو والترفع، وتعميق الأشياء الإنسانية في نفسك، لا يعني الاختلاف مع الإنسان الآخر ديناً وثقافة وعرقاً وجنساً أمراً يدعو للاحتراب، بل للاحترام.

أول بلد عربي في الشرق سافرت له كان الأردن، وأول بلد خليجي كان البحرين، وأول بلد في شمال أفريقيا كان المغرب، رأيت البحرين قبل 40 عاماً، حملوني لها مكسراً، وبـ«بَرّوَه» من الشيخ زايد رحمه الله، وعلى طيارة «أم أحمد»، والأردن منذ 31 عاماً، مكافأة التفوق الدراسي، والمغرب منذ 30 عاماً، وليتها كانت قبل ذلك، أما أول بلد أوروبي، فكانت إنجلترا ثم فرنسا قبل 29 عاماً، أما الشرق الأدنى والأقصى فكانت زياراتي الأولى إلى الهند أولاً، ثم تايلند قبل 26 عاماً، بعض هذه السفرات جاءت بالصدفة، وبعضها الآخر كان مخططاً له.

خلال هذه الرحلات على مدى العمر القصير، ركبت طائرات خاصة، ودرجات مختلفة، وقطارات شحن، وقطارات درجة أولى، وسفن عابرة، ومرات في أجنحة بحرية، وسيارات فاخرة ليموزين، وسيارات خربة، أكلت في مطاعم فاخرة جداً جداً، كل شيء فيها محسوب بلا غلط، فما بالكم بطاساتها وصحونها وكاساتها، وخواتم من تجلس أمامك، وعطورها، والفرو المعلق في تلك الخزانة المحروسة، أكلت على رصيف المدن «ساندويتش حاف» وزجاجة كولا بالحجم العائلي أو على مقعد يترجرج في مطعم شعبي على الطريق السريع، تنقلت من فوق إلى أعلى المساحات التي تسمح بها الحياة، ونزلت إلى أسفل الدرجات، نمت مرة في حديقة عامة في اللاذقية، وسكنت مرة في منزل خرافي على نغم موج البحر، جربت أكل الشعوب وعاداتها، استطعمت بعضها وأكثرها، أقلها هو ما عافته نفسي، جلست في بيت عائلة أثيوبية، وسكنت عند أسرة إنجليزية، وأسرة فرنسية، وبيوت الطلبة، وفنادق فخمة للغاية، ومرة.. كانت في غرفتي فوق الـ 21 فوطة بمختلف الأحجام.

لم تكن عندي يوماً مشكلة في تذبذب الحال، واختلاف مستوى الأكل، والمركب، والمنام، أحببت مدن البحر الأبيض المتوسط لدرجة العشق، أعشق المدن التاريخية، أشعر أنها كالجدات الدافئات أو كالأمهات الطاهرات، أكره المدن الزجاجية والتي يمكن أن تبيعك أي شيء حتى روحها أو مخدع ضناها، كما أكره المدن الإسمنتية التي تعاملك كمسمار صدئ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates