بقلم : ناصر الظاهري
لقواتنا المسلحة في عيد توحيدها تحية، تحية للرجال البواسل الذين خاضوا التجربة والتأسيس، وساهموا بالعمل حين كانت الأمور مثل ثقل الصخر، وقساوة أرض الملح، ثم تقاعدوا، تحية للأجيال الجديدة التي تواصل المسيرة، وتخطط بفكر جديد، سنوات طويلة هي تاريخ جميل ومعطر بخدمات جليلة، وإنسانية في المحيط المحلي والعربي والدولي، ونياشين من تعب وعرق وعمل الخير، والمحافظة على استتباب السلام في ربوع من العالم مختلفة ومتوترة، وأوسمة من شرف لرد الجميل لهذا الوطن وأهله، كل عيد والقوات المسلحة ورجالاتها يسعون قُدماً، يحملون أملاً، ويحققون حلماً أن يكبروا بالوطن وللوطن.
عيد توحيد القوات المسلحة.. عيد للوطن، به يشرق صباحه، ويتزين يومه، ويزيد بهاؤه وضياؤه، عيد القوات المسلحة هو عيد للجيل السابق من المحاربين الأولين، ورفاق السلاح القدامى، أولئك الذين ما نضب عطاؤهم، ولا خاب رجاؤهم، هم اليوم في أماكنهم الكثيرة والبعيدة، لكن حنينهم أبداً لأول منزل، حيث كبروا وعملوا وتفانوا وبنوا اللبنات الأولى في صرح هذا الجيش، مفخرة الوطن، وفخر القائد، بعضهم قد تكون الأيام غيبته، لكن زرعه من الأولاد، وفسائله من الأبناء قد احتلوا موقعه، وزادوا على بنائه، وكبّروا من حلمه، متبعين وصيته، أن كونوا درعاً للوطن، وكونوا حماته وأباته، وكونوا للشرف، حين يكون الشرف كلمة رجل، وصدق رجل، ونبل المواقف. عيد القوات المسلحة، هو عيد منتسبيه، وفي مواقعهم المختلفة، سواء هنا في الوطن أو هناك خارج الوطن، فالواجب ونداؤه لا يعرفان مكاناً ولا زماناً ولا حدوداً، وهم تربّوا على هذا، وعملوا من أجل هذا، وعاهدوا الله والوطن والقائد على هذا. تجدهم في مناطق الدولة البعيدة يطببون شيوخاً، ويعالجون أطفالاً، وينشرون الوعي الصحي بين الناس، كرد الجميل للوطن، وناسه الطيبين، تتوزعهم خرائط البلدان التي أصيبت بمآس إنسانية وكروب وحروب، يؤدون دورهم بصمت وأخلاق الرجال، يحملون في صدورهم الإيمان، ووصايا القائد، المؤسس والباني، وفي رؤوسهم تعليمات القائد الذي يسير على دربه في البناء ومتابعة النهضة الشاملة، ومن خلفه إخوان يعضّدونه عن يمين وعن شمال، جنود الوطن بواسل الأمس واليوم والغد، في أيديهم سلاح الدفاع، وسلاح العمل والبناء وإزالة مخلفات الحرب والألغام، وتوفير الأمن للمروعين، ومساعدة الفلاحين والمزارعين، وبناء المستشفيات والمدارس والسكنى للمشردين والمهجرين. عيد القوات المسلحة، هو عيدنا جميعاً، نتباهى بسجل الشرف والإنجازات الإنسانية التي خطها جند الوطن في كل مكان، داخل الوطن وخارجه، نفرح بهم ولهم ولعيدهم، هم سندنا وعضدنا، هم ذخرنا دائماً في المهمات والملمات، ونترحم في هذا اليوم على شهداء الوطن والواجب، أولئك الذين سال دمهم الطاهر هنا أو هناك من أجل أن تظل راية وطننا، وصدق كلمتنا في العالي دائماً وأبداً.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد