بقلم : ناصر الظاهري
شاهدت ستيفي غراف لاعبة التنس العالمية في صورة حديثة، ولم أصدق نفسي كيف غدت عجوزاً خلال تسع سنوات تقريباً، بعدما اختفت من الملاعب، ولم تظهر إلا في إعلانات تجارية مع زوجها أجاسي الذي يزداد شباباً، لولا تلك الصلعة اللعينة التي ترعى قمة رأسه، لقد توارت غراف في النسيان والكبر المبكر، كثيرون يغيبون عن مشهد الحياة، ويبتعدون عن الأضواء،
وننساهم، وبعضهم حتى ننسى اسمه، ونجتهد كثيراً لنتذكره، رغم أنه قبل مدة بسيطة كان ملء السمع والبصر، يلتسين الرئيس الروسي بعد انهيار الاتحاد الجغرافي والأيدولوجي، وضجيجه الكبير، الكثير منا يعتقد أنه مات، لأن أطباءه المعالجين كانوا يعطونه عمراً بالسنة في البداية، ثم بالأشهر بسبب عناده ومعاقرته للفودكا على الريق، لكن في الحقيقة الكثير يظن أيضاً أنه ما
زال حياً يرزق، وإن أصبح كبرميل فودكا متحرك ببطء، شارون لا أحد يذكره اليوم، بعد ما عاش في غيبوبة أبدية، وتحول إلى شبح مومياء، وذوى ذلك الجسد الضخم حتى أصبح كجريدة النخل اليابسة، شخصيات تكون سبباً للصداع اليومي، ثم تغيب في عتمتها، صديقة كلينتون الرئيس الأميركي الذي ما زال شباباً، رغم وزنه الذي زاد قليلاً، ورغم هرم زوجته الواضح والتي اهتمت بنفسها مؤخراً، أين هي الآن «مونيكا لوينسكي»، وماذا تعمل، هل تزوجت؟ لا أدري كانت يافعة ولكنها ممتلئة بالعافية، إحساسي أنها كانت ستصبح مستقبلاً أشبه بالعاملات في مخبز
المدينة أو إحدى العاجنات اللاتي يعملن فجراً قبل بكور الناس، وستبقى تذكر وحدها تلك المأساة التي فجرتها دون حساب، وبدون خط رجعة لأي حضن، لأنها جاهرت وشهّرت بأعلى سلطة في أميركا، فمن يقدر أن يأمنها على سره بعد ذلك، تعرفون بالتأكيد اللاعب البرازيلي زيكو، لو رأيتموه من جديد فلن تصدقوا أعينكم، أصبح مثل جد بيليه، واشتعل رأسه شيباً، وبدا
وكأنه لم يعرف الملاعب، ولم يداعب كرة، لكن بالتأكيد رغم أنني لم أره ولم أسمع عنه شيئاً منذ مدة طويلة اللاعب البرازيلي سقراط، أراهن أنه رجل ستيني وقور، يتردد على عيادته بين الحين والآخر، بطوله الفارع الذي يشبه أحد ممثلي مسلسل مكسيكي لا ينتهي أبداً، «هانز موللر، وبريغل الألمانيان»، «روسي» الإيطالي، هل رآهم أحد منكم قريباً؟ «صوفيا لورين» رغم ابتعادها، لكننا نحظى برؤيتها، ولم تفارق البصر، ونتقبلها بهرمها المتصابي، بعض الناس يظلون في مدى رؤية الناس، لكن ما يحزن هم أولئك المنهزمون بأنفسهم، وخوفاً من أنفسهم،
المتغيرون علينا في فترة زمنية ليست بالطويلة، قد يكون أمراً يقبض القلب أن تراهم في صورهم الجديدة الهرمة، بعدما تعودت عليهم بصورهم الزاهية، وحضورهم شبه اليومي في حياتك!