تذكرة وحقيبة سفر 2

تذكرة.. وحقيبة سفر -2-

تذكرة.. وحقيبة سفر -2-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

بقلم : ناصر الظاهري

لم نصدق أن رئيس الوفد نسي عقاله، وهو الذي كان يذكرنا طوال الطريق، لا تنسوا جوازاتكم، لا تنسوا البشوت، لا تنسوا أن الزيارات الرسمية ستكون بالزي الوطني، في البداية كنّا ننعق بصوت واحد: لم ننس شيئاً، وحين تكرر تذكيره، مثل معلم الكشافة، اكتفينا بهز الرؤوس، لكنه حينما أعلن على استحياء أنه نسي عقاله، تطاير ما بقي في الرؤوس، وحاولنا تدارك الأمر بأي طريقة، والكل يبحث عن حل، فالمسألة ليست فانيلة أو وزار، يمكن لأحدنا أن يسلف رئيس الوفد، ليضمن مقعداً مؤكداً في الرحلة المقبلة، المسألة مسألة عقال، يعني مستحيل أن يكون عند المواطن أكثر من عقال واحد، يظل «يشالي به سنين ومنين»، حتى يَمّلَحّ أو يقوم أحد الأولاد الأشقياء وينسِلّ هدوبه أو يظل يميطه حتى يصبح مثل «الطَوّاق»، ساعتها يفكر في تغييره، لذا صعب الأمر علينا، من أين نأتي بعقال في طاجيكستان، لو كانت «طاقية مزرّاية» أو طاقية تشبه طواقي الحجاج، لكان الأمر سهلاً، هذا عقال، وعقال مرعز، فكرنا نلجأ للسفارة، ونقصد سعادة السفير، رغم يقيننا أن لا أحد لديه «عقال احتياط» حتى السفير، فاقترحت على أعضاء الوفد اقتراحاً من كتب التراث القديمة التي أواظب على قراءتها في وقت الفراغ دون تبصر، لكنه لم يلق قبولاً، وذلك بأن نبحث تحت الأشجار الكبيرة، فربما أحدهم عقل ناقته وتوكل، ونسي عقالها تحتها أو بعير قصّ ربقه أو خطامه، فبقي لائثاً تحت رمثة، فلما وجدت الامتعاض بادياً على الوجوه، خاصة رئيس الوفد الذي لا يحبني كثيراً منذ أن طبق نظام الكمبيوتر على العاملين كافة، والزموا بـ «سيستم» داخلي جديد، لا يروق كثيراً للموظفين التقليديين، وكان لي فيه إسهام واضح، فأردت تلطيف الجو المشتعل، فقلت متميلحاً: «تدرون في الزمن الأول، وحينما يكون الزوج مستعجلاً، ويريد أن يظهر من البيت مسرعاً، ويبحث عن عقاله ولا يجده، تجد «المعزبة مب الذميم»، تأخذ من طرف ذائل ثوبها، وتقصه ليتعقل به زوجها»، فتنهد رئيس الوفد مثل الضب العطش، حينها أيقنت أن لا مكان لي في أي رحلة رسمية قادمة، فلذت بالصمت.
بعضهم اقترح أن نبحث في سوق الغزل والنسج، فربما وجدنا ما يشبه «الخزام» الصوفي ساعتها تحل المشكلة، لأن الخزام من التراث الأصيل، واحد اقترح على رئيس الوفد أن يتعمم، ويضرب بـ «الحمدانية» أو يتسفر، فأضمرها له رئيس الوفد، وأعتقد لا محالة أن هذه الرحلة ستكون الأولى والأخيرة لصاحب هذا الاقتراح المجاني، وكادت الرحلة تتعطل بسبب عقال رئيس الوفد، ولا أحد جسر أن يقول له: تنح جانباً، وأترك نائبك يحلّ محلك، لأن لديه عقالاً، وأنت بلا عقال، لو سمع ذلك لزاد سخطه على الزوج المصون التي نسيت عقاله، وجعلته في موقف حرج، وربما أرجعنا على أول باخرة عائدة إلى البلاد

ونحن في خضم تلك الوقيعة التي سببها عقال رئيس الوفد، وبعد أن علت الأصوات، انبرى أستاذ أكاديمي من ضمن الوفد، وكأنه ليس من الوفد، لأنه كان دائماً ما ينزوي يكتب أشياء لا نعرفها، بحيث لا تفوته شاردة أو واردة، بدا منشغلاً في بحث أكاديمي، ربما لن ينتهي قريباً، في حين أعتقد أنا جازماً أنه كان يكتب كلمة رئيس الوفد، دون أن يدري شيئاً عن عقاله، فلما تساءل عن سبب هذا الضجيج المفتعل، قلنا بصوت واحد: «رئيس الوفد جاء من دون عقال»، فقال ببرود: «لا مشكلة البتة»، فلما قال: «البتة»، عرفنا من وجه رئيس الوفد الباسم أن هناك مواطناً وحيداً يمشي، ويحمل عقالاً بصفة احتياط!

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 02:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 صوت الإمارات - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 03:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
 صوت الإمارات - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 02:54 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 03:01 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا

GMT 20:43 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تقدم الدعم الفني لجيبوتى لتأسيس أول معهد للفنون الشعبية

GMT 00:02 2020 الخميس ,21 أيار / مايو

ميسي ينعى فيلانوفا في ذكرى رحيله

GMT 04:12 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد تناول كوب نعناع في اليوم

GMT 18:59 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سجون تحولت إلى فنادق فاخرة كانت تضمّ أخطر المجرمين في العالم

GMT 00:57 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

روستوف أون دون مدينة السحر والجمال و تقع في جنوب روسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates