تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

بعض الناس ليلة سفره تقول معرّس ولده أو معرّسة ابنتها، تجد الواحد منهم يتعدل ويتزين، ويحلق ويصبغ، ويهذب شواربه، ويعتني بكل التفاصيل، والحاجّة وإلا من عند الخياط، وسّع الثوب، وأجبن العباية أو طرقة على المحلات، مرة عند الكوافيرة، ومرة عند المحنّية، ومرة عند راعية طلاء الأظافر، وحين ترجع للبيت، تسمع صوتها قبل أن تدخل من الباب: يا ربي تعبانة وحرّانة.
المشكلة أن كل تعب ما قبل السفر هو للمطارات وللمكوث على مقعد الطائرة، فلِمَ كل هذه الزينة التي يساوي ثمنها خزينة؟ والأمر نفسه يحدث عند العودة من السفر، وبعضهم يبالغ، فتجده يلبس جديد الثوب، ومرات ينسى لزقة الثوب أو ورقة ثمنه من عجلته أو للتباهي كما هي موضة البعض حين يترك علامة الماركة التجارية الغالية ظاهرة، ومتعمدة للناس ليروها، ويقدروا صاحبها.
وإذا كانت أسرة مسافرة، تجدها تلمع وتلقّ بالأثواب القشيبة الجديدة، وكأنه غداً العيد، المشكلة أن هذا التقليد لا تعرف من أين جاء؟ ربما من الفرحة بالسفر، والبهجة به، وكأنها طقس مرادف له، ربما هي سُنّة سنّها أول واحد ترك الحارة أو القرية متجهاً للمدينة، ولا أحد يتوقف عندها، وسرت بين المسافرين، بالطبع السياحة الخليجية تتطلب كل يوم، إن لم يكن كل فترة من اليوم ثوبه، ولونه، وما يتماشى معه من حذاء وحقيبة ونظارة، والآن غطاء النقال، فلا تدري بماذا تصف تلك المرأة غير بالفراشة أو الطرفشانة، وهي تزاغي تلك الألوان، ولا سائلة عن أحد، وكذلك يفعل البعض من الرجال الذين تعودوا على الرحلات العلاجية المجانية بالأشهر الصيفية الطويلة، تجده من حَزّة المغرب، يظل يتفرك ويتحكك، ويدهن عمره، حتى يلصق، المشكلة الكبرى أن هذه الزينة ليست لحضور حفلة باليه أو كونشيرتو أو لعشاء رومانسي في مكان خيالي، كلها لأجل «لوبي» الفندق، و«كابتشينو رائح.. وكابتشينو جاي»، ومطالع في خلق الله أو السهر مع نقّالاتهم، ومراسلات مع أهل الدار.
تمضي الأيام وأفراد كل الأسرة يستهلكون كل يوم لبسة أو لبستين من النوع الجديد، ثم يسرحون في الأسواق ليتبضعوا، ويشتروا ملابس جديدة لأيام جديدة، وحين يتعبون من الشراء لأنفسهم، يتذكرون أهلهم غير المسافرين، فرداً.. فرداً، ثم يتذكرون أن حقائبهم لا تكفي للمشتريات الجديدة، ولا تتسع للثياب الملبوسة لمرة واحدة، فينقضون، ينتقون حقائب جديدة، ولا يمنع أن تكون الحقيبة بحجم حقائب الحجاج، ما دام هناك زوج عتّال، وأخ حمّال.
وبذلك ينقضي السفر، وتطوى أيامه، ونحن ما زلنا نتسربل كل يوم بثوب قشيب، وكله لأجل بهو الفندق، ولكرسي الطائرة أو المشي في الحديقة القريبة من الفندق أو «المولات» التجارية، هو سفر من أجل الزينة، غير مدركين أن للسفر خمس أو سبع فوائد ليس من بينها الثوب الجديد! وغداً نكمل..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates