السفر الإلكتروني

السفر الإلكتروني

السفر الإلكتروني

 صوت الإمارات -

السفر الإلكتروني

بقلم : ناصر الظاهري

لا أدري ماذا يمكن أن نسمي سفر العائلات الإماراتية هذا الذي يذهب فيه الأولاد والبنات بمختلف أعمارهم وهم مدججون بأسلحة دمار الذاكرة الشامل، وأعني به الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي يتوحد الواحد منهم بها، فلا تفارقه منذ أن يفتح عينيه المجهدتين من السهر والمبيت معها في فراش واحد.

أمور لا تصدق! هذه التي تجري مع الأولاد في هذا الوقت، وكلها مدعاة للكسل و«الرخامة»، فلو كحت الجدة، وأرادت شربة ماء، فلن تنهض البنت الصغيرة لتحضرها، ولا سيهبّ الولد قافزاً ليسعفها بشربة ماء، والسبب تلك الأجهزة الإلكترونية التي في أيديهم، والمتعلقة بها أبصارهم، والموقرين آذانهم عن السمع.

الأب يجد ويجتهد ليوفر لعائلته إجازة صيفية ممتعة، بغية تنمية مدارك أولاده، وتزويدهم بالمعرفة، وكسب متع وخبرات الحياة، وهم يظلون يشحنون شنطهم بأجهزة التواصل، ويقلقون إذا ما باتت هذه الأجهزة الإلكترونية غير مشحونة، لا أكل جماعياً، ولا صلوات في أوقاتها، حتى الفطور ينهضون له كسالى، ولا يشتهون اللقمة، فما بالك بالحديث الذي يمكن أن يدور حول طاولة الطعام، يبقى الزوج وعجوزه عليها حتى يبرد الأكل، لتعافه النفس، وينهضا يضربان كفاً بكف حسرة وندامة.

هذه الأجهزة الذكية تعلم الأولاد الكسل، فلا ينهض الواحد منهم إلا متثاقلاً، ولا يأكل إلا وجبة واحدة وسريعة، ويلتهم المعجنات الجاهزة والمقرمشات، هذا الجيل الطالع أستطيع أن أحلف يميناً أنهم لا يعرفون نشرة الأخبار، ولا يستمعون لها، ولا تهمهم وجودها من عدمها، الأمر الذي يعني نقصاً بمعرفة ما يجري حوله، ناهيك عن قراءة كتاب ولو في الشهر أو تكوين معلومات ذات قيمة عن البلاد التي زارها هذا الصيف.

وليت تلك الأجهزة تُخلْق المعارف والمهارات في الحياة، كلها قتل صراصير وحشرات لاصقة أو القفز أعلى الحواجز أو سواقة سيارات سريعة أو السير في تلك المتاهات التي عليك تخطيها والعبور من خلالها أو حروب إبادة لأجناس بشرية ومخلوقات فضائية بأسلحة فتّاكة.

تمضي الإجازة، وقد زادت الشقة بين أجيال الأسرة، فلم يتقاربوا، ولَم يتعارفوا، والسبب ذلك التوحد مع الأجهزة الإلكترونية الذكية، فكل واحد جالس على منصة، ويتواصل مع الغرباء والبعيدين من خلال أجهزة التواصل أو أجهزة التنابز، كل حسب عمره، واهتمامه، ولقد حاولت خلال هذا الصيف أن أركز على أصابع وأيدي الأولاد والبنات التي بدت لي متشابهة، وغير معتنى بها، متخشبة، ومعقوفة، وتشبه أطراف «القبقوب» المنقض!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السفر الإلكتروني السفر الإلكتروني



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 06:44 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معرضان مهمان لحبيب جورجي وفنان فنزويلي في القاهرة

GMT 05:23 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

120 ألف زائر لـ " مهرجان دبي وتراثنا الحي "

GMT 12:47 2013 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الحكومة تدرس إنشاء 4 مجمعات تكنولوجية

GMT 12:22 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

750مليار دولار فاتورة تزود العالم بالنفط والغاز 2014

GMT 10:20 2016 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

داغستان تحظر 40 موقعًا متشددًا من على "الإنترنت"

GMT 08:37 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

طرح "Hands of Stone" في دور العرض المصرية الخميس

GMT 17:55 2012 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

الطيور تستعين بأعقاب السجائر لطرد الآفات )

GMT 04:13 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سك العملة" تشارك بجناح في معرض القاهرة للكتاب

GMT 19:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates