تذكرة وحقيبة سفر 2

تذكرة.. وحقيبة سفر -2

تذكرة.. وحقيبة سفر -2

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

اللبس والزينة في السفر، وفي غير وقته، ولا في محله من مفسدات السفر، تجد الأوروبي يسافر بـ«جينز وتي شيرت» والمرأة بـ«بيجامة رياضية»، كل ذلك من أجل الراحة، والاستمتاع في الجلوس والحركة، عندنا تجد العربي متزرراً ببدلة ثلاث قطع، وربطة عنق، ويظل يقاسي طوال سبع ساعات طيران، وكله يضيع في حمل الحقائب ورفعها، والمرأة منهن تجدها مرتدية كل القطع التي في الخزانة، وتصالق من فوقها إلى أخمص قدميها، تقول لاعبة سيرك في ذلك المطار، ويمكن أن تقشعها بالنظر من بعيد، الأوروبي لا يرتدي البدلة إلا إذا كان في سفر داخل أوروبا ومن أجل مواعيد رسمية يقضيها، ويعود أدراجه في المساء، وبعضهم تجده يحفظ تلك البدلة في كيس بلاستيكي يسحبها معه، إخواننا العرب يكون غادياً من أجل علاج، ويربط نفسه ببدل تصلح للمناسبات العامة، يغيب كثيراً عندنا التبسط والتأنق الرياضي الخفيف، معتبرين الثياب الغلاظ من قيمة الاحترام والتقدير، وهناك فئة لدينا تملك المال، لكنها لا تملك الذوق والأناقة، معتمدين ما يسهل عليهم من أمور بفضل ذلك البائع الذي يمدح بضاعته المغشوشة، فيجعل الزبائن يرتدون ذوقه وما يريد أن يصرّفه من بضاعة كاسدة، وربما يُلبس الزبون أشياء غالية ومن ماركات عالمية، لكن ليست في وقتها، ولا تتلاءم مع عمر ومكانة الزبون، فترى الواحد منهم يرتدي قميصاً حريرياً وقت القائلة أو قميصاً بنياً في الصيف، ولدينا فئة تجدها تركض خلف البضائع الغالية من أشهر الماركات العالمية، لكن إن رأيت أحدهم في الشارع، لن يعجبك، خاصة وأنه يضع على كاهله أكثر من تفكير وذوق مصمم، هي جميلة لوحدها لكن لو ركّبت المصمم الإيطالي على الفرنسي، فستبدو النتيجة غير مستساغة ولا مقبولة في عيون من يفهمون، تماماً مثل المرأة التي ترتدي ماركات تفاخر بها، لكنها في النهاية توليفة تشبه الحلويات الإنجليزية «ماكنتوش»، ما يزعج البصر اللون الذهبي على العربي أو الروسي أو الهندي حديثي النعمة فيبالغون فيه، مثل نجوم هوليوود السمر بتلك السلاسل المزدوجة ذات الوزن الخالص من الذهب في الصدر واليد والخواتم والأقراط، والساعات التي بحجم «صلّامة الهمبا»، وحين تضربه الشمس يظل يلألئ من مكان بعيد، الأوروبي حده خاتم زواج وسلسلة فقط، وحين يبطر يضع أسواره في اليد، والأوروبية سلسلة صغيرة وناعمة تتبع العنق الجميل، وتكاد لا تظهر من رفعها، وترتدي ثياباً من محلات عادية، لكن تعال وشوف الواحدة، كل شيء راكب، وفي محله، تراها الواحدة من جماعتنا، وتظل تتعجب، وتريد أن تسألها مباشرة من أين اشترت هذه الثياب الجميلة، والسر في القالب الذي هو غالب، وتلك البساطة التي تزين كل شيء، وتلك الأناقة التي يجب أن يتعلمها الإنسان، ويربي نفسه عليها، ويضفي لها من بريق شخصيته، شخصياً أنا أحب ملابس الصيف الشفافة الهفافة وأعشق خفتها، غير أن للشتاء دفئا تخبئه تلك الأردية الغلاظ، وعطراً يظل ساكناً لابداً في ذاك النسيج المتشابك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates