بقلم : ناصر الظاهري
على قدر أهل العزم تأتي العزائــم
وتأتي على قــدر الكريــم المـكارم
وتعظم في عين الصغـير صغارهـا
وتصغر في عين العظيم العظائم
هذا هو الكبير في كل شيء، العزيز في كل شيء، لا يترك سانحة إلا ومهرها بجميل فعله، ولا يترك شاردة أو واردة إلا وحملت عطراً من يده، يضرب لنا المثل، وهو أجمل المثل، ويشير علينا بالقدوة، وهو خير القدوة، وحين يراهن الأعداء على شيء، يفاجئهم بعظيم الشيء، ويخالفهم لأنهم يجهلونه، ويدهشهم لأنهم لا يعرفونه، وحين يراهن عليه الأصدقاء يفرحهم ببشارة فوزهم، وفأل اختيارهم، ولو كان جبراً بعد كسر، ولو كان فرجاً بعد شدة، الكبير لا يخيّب عدواً، ولا صديقاً، الصديق يقف معه ودونه، عضداً وسنداً وسيفاً يغضب، والعدو يقف له وعليه، صلداً في وجهه، وترساً ضده، فلا الصديق يحزن، ولا العدو يفرح، تلك هي شيم الكبير، يعرف من يوقر، ويعرف قيمة الأخ، ومعنى الأخ الكبير، والصديق الصدوق، ويعرف الرجال، ويعرف وصايا رجل صنع وطناً، وبنى إنساناً، ودلّنا على الخير، وكيف يسعد البشر، فالرحمة له واسعة، والمغفرة له شاسعة، وواجب الدعاء له ليل نهار، لأنه مصدر فخرنا، وتاج رؤوسنا، ولأنه باقٍ فينا ومعنا بنسله الكريم، ومن خلفهم فينا، وبتلك الرؤى، وبتلك الثوابت التي حلف أبناء الكريم على صونها، والاقتداء بها، وجعلها بيرقاً يهتدي بها الهداة، تحية إكبار للكبار، تحية من نعرفه رمزاً للكبار، تحية لأبي خالد شيخ الكبار.
لقد كان خبراً مفرحاً للأصدقاء، من إخوان الشدة، وأشقاء المودة، محزناً للناعقين، المتشمتين، الماكرين، ناكري المعروف، وفضائل الإمارات، الناهبين بريق النجاح، صنّاع الفشل، خبر إعادة انتخاب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات لفترة رئاسية جديدة، فقد ذهب نعيقهم وتحليلاتهم ومراهناتهم وخبث نفوسهم أدراج الرياح، وأثبتت الإمارات أنها أقوى وأكبر وأكثر تسامحاً، لا يعنيها كثيراً تقوّل المتقولين، ولا عبث الفُساد الناقمين، ولا خراتيب القنوات المأجورة، ولا الأبواق الملونة القزحية المأبونة، الإمارات قوية بالكبار فيها، ماضية بالكبار فيها، لا يهمها فعل العدو من الكبائر، ولا فعل من كانوا أصدقاء من الصغائر، فالأمور تتساوى حين تكون الحكمة دليل المؤمن، ويكون العقل في رؤوس تعرف معنى الشرف والنُّبل.. لقد خاب من خاب، وشان من شان، من المتوقعين ضراً بالإمارات، والمتربصين شراً بالإمارات، أن الإمارات دائماً وأبداً صلبة بأبنائها، ومنيعة بمبادئها، وأن هذا الوطن يحرسه كبار.. كبار.. فلتدم فرحة هذا الوطن، وتكثر بهجته، لأنه لم يعرف الحقد يوماً، ولا شلت يده من فعل الخير والإحسان والمعاني البيض، للغريب والقريب، دامت الإمارات.. ودام خليفة الخير تاجاً على وطن الخير.