تذكرة وحقيبة سفر 2

تذكرة.. وحقيبة سفر -2-

تذكرة.. وحقيبة سفر -2-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

بقلم : ناصر الظاهري

مبرر لبسنا ذاك، منه أونّا مثقفين، ومنه أن صيفهم مش مثل صيفنا، والنسمة الباردة عندهم مثل الطهف عندنا، المهم اللي يشوفنا سارحين من الصبح بذيك البدل يقول: يمكن أنهم على موعد مستعجل مع أحد من أرباب صناعة السفن هناك أو أنهم سيتعاقدون مع كبير مصدري الخشب، المهم خطوات الكشافة ونحن بتلك البدل التي تلمع تحت شمسهم الخجولة، جعلنا نستحي، خاصة أن كل الذين يمرون علينا إما ركضاً بسروال قصير، وأجرد من فوق أو بفانيلة صيفية، لكن هناك ما أحد ينكر عليك شيئاً، حتى أنكرنا على أنفسنا، الناس بـ«شورت» وفانيلة خفيفة وقبعة، ونساء بثوب فلاحي مشجر ومورد، وخفيف قيس الصيف بس!

ما زلت أتذكره حتى اليوم، ونحن في تلك الشوارع نذرعها ذراعاً وشبراً بأطقم اشتريت على عجل، وكأننا من مفتشي الأغذية في إحدى الجمعيات التعاونية، والتي تكون مهمتهم الأساسية البحث عن المعلبات منتهية الصلاحية، فأشار علينا أحد الأصدقاء أن نقلع عنا ملابس المدرسين الحازمين، ونلبس ملابس «هاواي وبانكوك» البحرية التي في الشنط من الصيف الماضي، خاصة أن برنامجنا سياحة بالمركب.

وهي ظهرة واحدة، وهبت علينا ذيك المهب حتى تناقعت ضلوعنا، وتمينا من قهوة إلى قهوة، ونرضف على جلودنا الفانيلات ذات القياس الموحد، والمكتوب عليها عبارات لا نقدّر معناها، والتي تباع عادة للمصطافين في أكشاك بيع التذكارات، ما صدقنا نرد الفندق المغرب، إلا واحد يكح، وواحد يعطس، وأمضينا بقية الأيام في ذلك الصيف الإسكندنافي البارد ما مظهرين إلا خشومنا، وعيوننا التي تتهامل من الدمع، وبقينا ندعو على صاحب الشور النحس، فليتنا بقينا محترمين بتلك البدل البنية والرصاصية المخططة، ورضينا بالتشاور مع أصحاب شركة تصدير الأخشاب، أو مراجعة شركة بناء السفن.

رجعنا من تلك البقعة وليس في أيدينا غير تذكارات من أقداح مرسوم عليها عوالم مدن غامضة، وفانيلات كثيرة ملونة اشتريناها للحاجة، وألوانها تشبه بالونات الأطفال، ولا تصلح للبس عندنا في البلد، وصور للشباب ما زال غضاً، ويرتجفون من البرد، بشعرهم الأسود الكثيف الذي كانوا يراهنون عليه أنه سيمشيهم في الدول الإسكندنافية، مقتل الشقراوات، عادوا، ولم يروا دول الشمال التي كانوا يحلمون بها، وبجمال نسائها الناري الملتهب، برز صاحب الشور العوف قائلاً: أصلاً نيتكم من الأصل نيّة عاطلة باطلة! ردد آخر: تدرون.. أعتقد أن هذا من مطاوعتنا الذين ما قدروا يجرونا لباكستان وبنجلاديش معهم أو ينيمونا في المساجد ثلاثة أيام بنية الخروج، تلقاهم دعوا علينا جزء عم وتبارك، وعقّونا أرضاً، ما في عيوننا قطرة!

المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates