بقلم : ناصر الظاهري
القانون الجديد للسلوك المروري، لا يمكن إلا أن نثني عليه، فما جاء إلا من أجل سلامة الأرواح التي تزهق مجاناً في شوارعنا، حتى غدت الإحصائيات تزيد على إحصائيات الأمراض الفتاكة، وغدت كل أبواب منازلنا ما تقرع إلا على فاجعة راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر أو في بداية تكوينه المستقبلي، هذا القانون جزء من علاجات تحاول إدارات المرور تطبيقها، ليس من غاياتها كما يعتقد البعض فرض أتاوة أو سن ضريبة مستترة أو زيادة دخل الخزانة الحكومية، فالإمارات تعرفون هي أبعد من تلك النظرة القاصرة، ولن تصنع المخالفات المرورية دخلاً
يعتمد عليه، فالبعض يعتقد أن مع تراجع أسعار النفط، راحت الحكومة تبحث عن إيرادات من هنا وهناك، وقد غاب عن هؤلاء البعض الغاية الأساسية من فرض مثل هذه العقوبات المرورية، بغية السلوك المتحضر في شوارعنا، والمحافظة على أرواح مستخدمي الطرقات التي تنزف بين الحين والحين، وفِي غفلة منا، واستهتار من البعض الآخر، لكن على إدارات المرور مراجعة مثل هذه القوانين بين الحين والآخر، وقياس مدى فائدة التجربة، وتأثيرها على سلوك الناس وتصرفاتهم، وهل من طرق جديدة يمكن تطبيقها أو استبدالها بعقوبات أدبية واجتماعية بدلاً من المادية أو مراجعتها لتقديم الأفضل والأصلح للناس.
بالمقابل، نريد عقوبات ومخالفات تضبط سلوكيات سائقي سيارات الأجرة، وتحد من تهورهم، وسرعتهم الزائدة مع الغفلة واللامبالاة، وكأنه لا فرق بين شوارع العاصمة أبوظبي وشوارع مدن الضجيج في كراتشي ودكا وغيرهما، لا نريدهم مثل سائقي الأجرة في اليابان الذين لا يعملون إلا بقفازات، ويرتدون كمامات، ولا يتحدثون إلا بقدر السؤال، ولا يمكن أن تقول عنهم غير أنهم محترمون لدرجة الخجل، ولا يمكن تسمية الواحد منهم «دريول» مطلقاً، ولكن على الأقل يتركون عنهم «دريولية التاكسي» عندنا تصرفات جاءوا بها من هناك، وبالتأكيد لا تصلح في شوارعنا هنا.
الكثير على موعد سفر الصيف، خاصة فئة الشباب، ولا أحب تلك التوصيات والإرشادات والزواجر والنواهي التي يشعر الكثير بثقلها، وحتى عدم جدواها، ولكن من باب فذكّر إن الذكرى تنفع المؤمنين، ستجدون في وجوهكم وفِي الطرقات التي تسلكونها في عواصم العالم التي تزورونها فئات تريد أن تتحرش بالأذى، وتريد أن تستفزكم، وتريد صنع أي مشكل معكم، سواء من الطرف الآخر أو من أطراف لا تريد إلا الشقاق وصنع النفاق والضحك على مشكلاتنا، فاحذروهم، وتعاملوا معهم برقي وتحضر والشكوى لجهات الاختصاص، ولا تستعملوا أيديكم في حل منازعاتكم؛ لأن هذا مبتغاهم في الأساس، وهو توريطكم وجرّ أرجلكم لمناطقهم الموحلة، وسلوكياتهم الشريرة.