أشياء أحبها أشياء أمقتها

أشياء أحبها.. أشياء أمقتها

أشياء أحبها.. أشياء أمقتها

 صوت الإمارات -

أشياء أحبها أشياء أمقتها

بقلم : ناصر الظاهري

أريد السرير لي وحدي، أريد أن أصحو وحدي، لا أريد أن أتكلم على الريق، أكره الحديث قبل الإفطار، أحب أن أنام على السرير وبالعرض، أكره الشعر المتساقط على صحن المغسلة، أتضايق من رؤية أرضية الحمام المبتلة، أحب أن أرى السيراميك لامعاً مجلياً، أحب أشياء كثيرة وصغيرة، أحب النوم على شقي الأيسر مثلاً، أكره غطاء الوجه والرأس، أحب إن كانت لي نافذة ومطلّة على البحر أن أستيقظ وعيني فيه، أحب الأزرق وأمقت الرصاصي، لا أدري لماذا يشعرني دوماً بالخيانة.
أنا لا أفهم في الحساب كثيراً، وأحب أن أشتري بلا حساب، أحب كل شيء في اتساعه.. الأكل لشخصين والفطور بيضتان ولقمتان وخبزتان، من كل شيء اثنان.. هكذا أبحرت سفينة نوح لتبقي على الحياة، أحب الحياة الملونة، أستطيب الخضرة والمكان الظليل، لا شيء مثل النخيل يشعرني بالألفة والمودة الصادقة.
أحب «الشوكولا» ذات اللون البني الفاتح، ولا أستطيب ذات البني المحروق، أحب الصيف أكثر، وأحب الشتاء، لكن بشروطي، لا ملابس جلدية لامعة، ولا تلك التي تشبه جلود النمور، أحبه إن كان مصحوباً بمطر ورائحة كستناء، وبامرأة تتدثر بالفرح والخيلاء، لا أحب ثمار البحر، ولا أحب صدر الدجاج، الخبز هو كفاف يومي، هو لقمتي في كل الموانئ ولو غمسته بالزيت أو رطبته بدبس الرمان أو عدت به كعادة طفولية مغموساً بالشاي والحليب، أحب لعب الأطفال تلك الأشياء الجميلة التي حرمت منها، أكره الأكل بالملاعق، أحب أن أمد رجلاً فأستريح، وأمد يداً فأشبع، لكنني لا أحب اليد السفلى، ولا الوجه الذي لا يخجل، ولو يبست مني العروق.
أكره الماء الفاتر، وما زلت أحب متابعة لاعبة التنس الأرضي «كورنيكوفا» وزميلتها التي لا أعرف اسمها، لكن يعجبني رسمها، ولاعبات كرة الطائرة «التشيكيات».
أنا لا أفهم في «المكرويف» ولا كيف تعمل الثلاجة، ولا كيف تطفأ الغسالة، ولا أفرق كثيراً بينها وبين النشافة، ولا أريد أن أفهم في الأدوات المطبخية، ولا أحب أن أسمع رنينها، ولا أن تجاورني رائحتها، أكره صوت المكنسة الكهربائية، وتصافق الأبواب، وتوترني رؤية إسطوانة الغاز في المنزل، أشعر أنها مثل رجل سمين وغريب عن الدار.
أنا اليوم صعب في ضحكتي، وصعب في حزني، وصعب أن أروّض، أكره الصراخ والصوت العالي، وشتائم النساء التي تجرح الأنثى، وقنوات الأغاني، أحب نشرات الأخبار، ولو أطل من خلالها ذاك المذيع المنكوب الذي لا يبشر وجهه بالبشائر، أكره مشاهدة مسلسلات الزواج والطلاق والبكائيات المُرّة على خيانات متخيلة، مثلما لا يمكنني أن أسمع مطرباً لمدة ساعة وهو ممسك بالميكرفون متخشباً، ويكح بصدق من صدره، أو مغنياً كاشفاً عن صدره ويغني من «دماغه»، يضيق نَفَسي من المذيعة البلهاء التي يكسو رأسها الفارغ الشعر وحده!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشياء أحبها أشياء أمقتها أشياء أحبها أشياء أمقتها



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates