بقلم : ناصر الظاهري
حين يتعاضد الكبار تزهو الأوطان، وحين يتعامد المحمدان في سماء الوطن تتجلى الإمارات فخراً ومجداً، فلمثلهما ترفع عمائم الرجال، ومن أجلهما تسل السيوف من أغمادها، فغضبة أحدهما لها ألف ألف سيف يغضب، وفي شفّهما يتسابق الناس، فكلمتهما (لا) تعني لا ولا ولا.. وكلمتهما (نعم) تقلط على الشارب واللحى، ويفدى بالنفس، وما تحمل من ولد الأنثى، لا أحد يدرك معنى ذلك الحب الذي يخبئه المخلصون لأوطانهم، ولا أحد يمكنه أن يدرك كيف هو الإخلاص والولاء من إنسان هذا البلد لعماد البلد وأوتادها، هنا..
في الإمارات، هناك معادلة جلية المعنى، غزيرة المبنى، لكن أرقامها صعبة، وحروفها غلقة، لا يفكها إلا من شرب من ماء جبال الإمارات وأفلاجها، إلا من عرف بحر الإمارات وسار في أفلاكها، إلا من استظل بنخيل الإمارات وظلال أشجارها، أن الحب لا ينشطر، وأن الود إما مكتمل أو مكتمل، وأن الوطن كله الإمارات، وأن الإمارات غرس زايد وراشد، وإن غاب الأب، حضر الابن، وحضرت معه وصايا الخير ومعاني الأكفّ البيضاء، والقلوب السمحة، والبصائر التي ترنو لبعيد من أجل الأجمل والأفضل، لذا كانت رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لأخيه وصديقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رسالة إكبار وإعزاز واعتزاز، رسالة تقدير، وشهادة ضمير، لرجل ظل متوجاً بالعمل الوطني نصف قرن، كانت فخراً له، وشرفاً لشعبه، خمسون عاماً مضت، وقلة من يبدؤونها وينهونها وتيجان العز على رؤوسهم، وغار النصر يزين جباههم، قليلون من يتخطون حجب الوقت، ويستشرفون نهضة أوطانهم، وريادة بلدانهم، قليلون من ينصتون لكلمات التاريخ، وأنها خير زاد مع العمل والتقوى، قليلون هم المتحركون نحو أفق أرحب، وفضاء أجمل، يسابقون الحلم ويسبقون النجاح، كثيرون هم الثابتون لا يبرحون المكان خشية وهج النور، وخوف التغيير، ورعب الفشل، وحده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كان خارج المعادلة، وخارج الحسابات، فإن تحدث أحدهم عن النجاح، قدم هو التفوق، وإن نادى أحدهم بالإبداع، قدم هو الريادة، وإن تناسى الناس رجلاً عمل من أجل هذا الوطن يوماً، ذكّرهم به، وسبقهم إليه، وإن تردد البعض في ضخ الثقة في النفوس الشابة، تقدمهم هو، جاعلاً حظ الرجل مثل حظ الأنثى في خدمة الأوطان، ونزول الميدان، وإن تنادى الناس بالمحاسبة بدأ بنفسه، وأنهى بغيره، وإن صاغ شاعر قصيدة تناثر شعره ونثره وغزله كخيط حرير أو وهج نور ولجين، وأعلنت قصائده أنه فارس عصره، ودرّة مصره، فخورة هي الإمارات اليوم بكل إنجازات هذا الرجل، فارس الكلم والقصيد، شاعر العمل والإنجازات، وإن الخمسين عاماً من جهدك وسهرك وتعبك ومتابعتك وبعد بصيرتك، وأفق تفكيرك، هي عمامة فخر نتوج بها رؤوسنا، فدمت للوطن، ودام الوطن بك..
«أبو راشد» أيها النبيل لك التحية والتقدير وإجلال القدر والتبجيل أينما كان صباحك هذا اليوم!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد