طبعنا الخير لا تطبعنا

طبعنا الخير.. لا تطبعنا

طبعنا الخير.. لا تطبعنا

 صوت الإمارات -

طبعنا الخير لا تطبعنا

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

أهل هذه الدار ميزتهم البساطة المتناهية، وتلك الفطرة الطيبة التي ما برحت تسكن النفوس، يتعاملون مع الكل بأريحية لا يفرقون بين جنسه ولونه ودينه أو مستواه الاجتماعي، وغالب الأمر أنهم لا يحتاجون مجاملة الغير، بل يمقتون أصحاب التجمل والتودد بقصد المنفعة، هي أمور أراها واضحة كلما خرجت من المشهد الداخلي لمجتمعنا في الإمارات إلى مشهد خارجي في دول العالم، ولعلنا نحمل الكثير من هذه الصفات المجتمعية والتي تربينا عليها، ورأيناها ماثلة في أجيالنا القديمة، لذا يقف شعر الواحد منا حين يسمع شخصاً يكذب، ويماري في الكذب حتى نكاد أن نخجل عنه، وبدلاً منه، في حين يظل هو في غيه وتخريصه يعّمه، أشد ما يتعبنا أن نرى شخصاً مجاملاً، نكاد أن نميز لعابه المعسول، ولبنه المسكوب، ونقول كيف يقدر هذا الشخص أن يقسو على نفسه هكذا، ويتحمل وزر البهتان، ووزر التملق؟ ألا يخجل من نفسه؟ ولا يراعي قيمة أهله ووطنه، قد نبدو مثاليين أو أقرب إلى الحساسية المفرطة باتجاه الأخلاق حين نتحدث في هذا النحو، ولكن لا بأس بها ما دامت تميزنا، وتعطينا تلك الخصوصية، وتمنع أنفسنا من شرورها، وجنوحها لمنزلقات سيئة في الحياة، في مجتمع ناسنا الطيبين، تجد صفة التواضع، وصفة الكرم، وصفة تصديق الآخرين، والوثوق بكلام الناس، لا نقول عنها إنها صفة سلبية، وغفلة، وسذاجة، بقدر ما نعتبرها النية الصادقة، والبراءة، والسير على خطى من البدائية الإنسانية، والبداوة في التعامل، لذا إن لدغنا مرة من شخص عيّار، مكّار، فلا يعني أن نتخلى عن صفاتنا الطيبة التي جبلنا عليها، وإذا ما أساء شخص الأدب معنا، فلا يعني أن نجهل فوق جهل الجاهلينا، نحن جميلين بما تركبت عليه شخصياتنا، وبما ألهمنا به مجتمعنا وعاداتنا، لا يضرنا أن تقوّل علينا شخص ناقص أو تطاول آخر بالصوت العالي كقرع الطبل بلا عافية ولا عقلانية، ولا إن سخر منا راقص على كل الموائد أو مباه بالتذاكي والدسيسة أو مترفع بأشيائه العاطلة التي يعدها كبيرة في رأسه، وهي صغيرة لا يمكننا أن نراها، ثمة أمور خيّرة، وجزء من مفاتيح السعادة لا يعرفها إلا الصادقون مع أنفسهم ومع غيرهم، لذا علينا وعلى أهل هذه الدار الطيبين أن يعضوا بالنواجذ على ما وهبناه من خصال حميدة، ومفردات راقية في التعاطي مع الأمور والناس، نتعامل معهم مثلما نتعامل مع النفس، وليتنا نظل عليها محافظين، ولأجيالنا المقبلة مورثين، ليبقى الوطن ويبقى الصدق والتفان، وصنع المعروف، والسعي إليه، جاعلين كل الأفعال مسخرة للخير، منشدين العمل بعمق البصيرة، لأن هذا طبعنا، لا تطبعنا، فنحن لا نفاخر بالأمور، المفاخرون وحدهم الذين لا يملكون من الصدق غير قبض الريح، وغير كسر مجدايف الناجين.. وليبق فرح بلادي ملوناً مثل بيرقه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبعنا الخير لا تطبعنا طبعنا الخير لا تطبعنا



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates