بقلم : ناصر الظاهري
* كل عام والجميع بخير وأمن وسلام، عام ملؤه الحب والفرح والسعادة للجميع، عام خال من الدموع إلا ما كانت دموعاً صادقة تجاه موقف نبيل، أو دموعاً تسابق شهقة الضحكة التي تخرج من القلب هكذا فجأة.
. ودون استئذان، عام جديد نتمنى فيه أن يهجع العالم إلى السلام والأمن والوئام، بعيداً عن مكائد السياسة والمصالح التي تسيّر في خدمتها دهاقنة المكر والدسائس والجنود المجندة، جاعلين من أسلحتهم وعتادهم الحديدي يمضي في أجساد الناس ودمهم، وكأن الحياة ليس فيها ذاك المتسع، وكأن الدنيا ضاقت بهم وبمراعيهم، ليقتاتوا على رزق الناس البسطاء، ويتاجروا بأعضائهم وأراضيهم وضمائرهم، ليبقى الرجل الأبيض هو المتسيد والمستأسد، وليذهب الآخرون إلى الجحيم!
* لماذا الناس يتمنون لبعضهم، وهم يتبادلون التهاني، الصحة والسعادة والخير، ولا يتمنون المال والغنى، ونيل المناصب؟، ببساطة.. لأن الأشياء الأولى ليست في يد الإنسان، وإنما هي تجري بها رياح الغيب والنصيب، أما الأشياء الثانية فإن الإنسان قادر على أن يضرب لها أكباد الإبل فيجدها أو أن يسهر حين ينام الناس ملء جفونهم، فتأتيه ثمار السهر وجني التعب وراحة النجاح.. عامكم الجديد تقدرون أن تجعلوه سعيداً.. ومتفائلاً، يكفي الإنسان الصحة لينعم بكل شيء!
* صباح عام جميل.. للغالين والغاليات الساكنين شمالاً جهة القلب، صباح الإمارات الأرض المروّية بتعب الناس الأولين، والمدينة الحانية على ظل النخل والأهل الطيبين، صباح الأم تاج الرأس.. تلك المرأة التي لا تتعب من الحب، لهم ضحكات النفس حين تكون الحياة طيبة بهم، ومتسعة بهم!
* صباح عام جميل.. لمن يبحث عن ألق طائر، لا يحده قفص صدر امرأة، ولا باب صغير في شقة صغيرة، فقط يريد الرحابة، ويريد أيضاً السعة، ويريد كذلك الأمور تسير في طيرانها الذي يشبه مشيه، ويشبه تحليقه، بعيداً عن الجدران السميكة، والأسقف الهابطة إلى ما دون الرؤوس، وكلفة الأشياء، كانت دوماً أمنيته وأمنيتي معه، أن نرى ثلجاً متساقطاً، وطريقاً تلتمع ببراءة المطر الذي باغت الجميع ليلة البارحة باستحياء، حيث كنت، وكنا، وكانت ثمة رائحة لأنثى برّية تختفي هناك، وزعت عطرها على المكان، ورحلت تسبق ظلها!
* صباح عام جميل.. لمن يبحث عن قبلة لا ليأخذها بل ليهديها أو ليضعها هكذا على خد من يحب أو جبين من يعز، قبلة صادقة تختزن الحب النقي، وتشرف بالتقدير والتبجيل، قبلة لكثيرين يستحقونها.. وأكثر!
* صباح عام جميل.. لمن يبحث عن مرفأ لينام من دون أن تنسلّ منه خفيّة دمعة على مخدة الأحلام!
amood8@alIttihad.ae
المصدر : الاتحاد