بقلم : ناصر الظاهري
قبل البدء كانت الفكرة: الأيام الجميلة تمر سريعة، وكأنها لا تعترف بالزمن أو نحن نحسبها كذلك، ها نحن في الأيام الأواخر من الشهر الفضيل التي كانت كالريح الباردة على النفوس، وكأنها لم ترتو بعد، مشكلتي ومن على شاكلتي الذين ينزعون كثيراً لتلك الروح الهائمة بالحنين والتعلق «نستولوجيا» يصيبهم شيء من الانقباض أو الكآبة لفراق الأشياء الجميلة والحميمية مثل أيام رمضان المقمرة بالنور والبِشر وصداقة النفس، ومعنى الروح.
خبروا الزمان فقالوا:- «لا يمكنك مسح آثار أخطائك، ما دمت تمشي في الطريق نفسه».
- «لا راحة لحسود، ولا وفاء لبخيل، ولا صديق لمنافق، ولا مروءة لكذوب، ولا رأي لخائن، ولا هيبة لسيء الخلق».
- «من الناس كلما راعيت ظروفهم أذلوك، وكلما راعيت أحاسيسهم جرحوك، وكلما رفعت من شأنهم احتقروك، هؤلاء لن يعرفوا قيمتك إلا إذا خسروك».
- «لا خير في مجتمع يكون السيف في يد الجبناء، والمال في يد اللصوص، والقلم في يد المنافقين».
تبصرة لأولي الألباب: «سيبويه» هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي، ولد في البيضاء قرب شيراز في فارس عام مائة وثمانية وأربعين للهجرة، نشأ في البصرة، ومن أوائل من اشتغلوا بعلوم النحو والصرف، سيبويه تعني بالفارسية رائحة التفاح، وهكذا كانت أمه تناديه وتلاعبه، وكان جميل المحيا يميل لون بشرته إلى البياض والحَمَار كالتفاح، لم يعمر، مات عام مائة وثمانين للهجرة في مسقط رأسه، ولَم يعنوَنّ كتابه في النحو، لذا سمي «الكتاب»، وكان يطلق عليه قديماً «قرآن النحو».
تقاسيم بالفصحى والعامية:- هناك كلمات نسمعها ولا نعرفها ولا نسأل عنها، مثل القريحة، نقول يشحذ قريحته، ومعنى القريحة هو أول ماء البئر بعد حفره، والقراح الماء الزلال، فول مدمس، أتت من الديماس وهي تركية تعني قدر النحاس أو الفرن الذي يدمس فيه الفول، الطرشي، المخلل، قريدس، الروبيان، طابور، شنطة شوربة، كرباج، جردل، طنجرة، تنكة، كلها تركية، ونقول جاء زلط، ملط، بمعنى عارياً، وأصل زلط هو المشي السريع، ويزلط الطعام، يبلعه بسرعة، وملط هو الطائر الذي بلا ريش، والمخضرم أصلها من الناقة المخضرمة التي قطع طرف أذنها، وبقي الطرف الآخر، كأن يعيش الإنسان شطري حياتها بين عهدين.
من محفوظات الصدور: «خلفان بن يدعوه»
لي هَبّ نسناس الغريبي
فوق المضامر يخفق الثوب
فرقاك مدْعنّي سليبي
وألبست ثوب الغي مجلوب
****
يار الله حلو لعقوصي
سيدي لي تشعل أنواره
لا حشا ما يلبس البوصي
يلبس البَتّة مع الخاره
لي نهيّ خله يبا الغوصي
ما نسيِه أو سار لحضاره
أجعل اليَمّال مبخوصي
يالس مقَيّظ وسط داره
لي على العوفين محبوسي
في مقَرّه مضفي اخْدَاره
****
أنا بهواه أظمن لي أسيح
إلا بمال الغوص ملزوم
ومجاهد ويّا اليحاحيح
غوص الغزار أو جس لفصوم
وإلا فيوم إيصلب بريح
بتبع ظعن مدقوق لوشوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد