جاك ومغارة علي بابا

جاك.. ومغارة علي بابا

جاك.. ومغارة علي بابا

 صوت الإمارات -

جاك ومغارة علي بابا

بقلم : ناصر الظاهري

لا أعرف من قال هذا المثل «القناعة كنز لا يفنى»، وقد أعياني البحث والتنقيب في كتب التراث، فلم أتصابى على قائله، ولا مناسبة قوله، فقد نسب فيما نسب كحديث من الأحاديث النبوية باللفظ، وهو غير ذلك، وحتى حديث «القناعة مال لا ينفد» ضعيف، وذو سند واهٍ، والبعض ينسبه كقول للإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، ومهما يكن فإن ذلك القول الفصل يلخص الحياة في سطور، ويعطي للإنسان في كل زمان ومكان حكمة فلسفية من ذهب، إنْ جد الإنسان في بلوغها، أوجد السعادة لنفسه، ومكّنها من نيل وطرها من السكينة والطمأنينة التي يشقى الكثير من أجلها، ويكد ويتعب الكثير ليصل إليها، فلا يصل، وذلك الشقاء بعينه.

ولعل «جاك ما» الصيني، وقبله «بيل غيتس» مثالان للقناعة التي لا ينفد كنزها، وقدوة للإنسان حين يتجلى متخطياً إغراءات الحياة من أجل الحياة الحقة، وخير البشرية، والسمو بآدمية الإنسان، «جاك ما» ذلك المدرس الصيني للغة الإنجليزية البسيط، والعصامي، فقد تعلمها بنفسه، واشتغل بها مرشداً سياحياً، وقد تنقل في طلب وظائف عدة، فلم يقبل في بلد لا يعتمد -إذ لم يعاد اللغة الأجنبية- حتى «مطعم كنتاكي» رفض تشغيله، كان راتبه من التدريس 15 دولاراً في الشهر، ورفضت قبوله جامعة «هارفارد» عشر مرات، وقالوا له في الشرطة: «لست مقبولاً كشرطي»، فاهتدى بعد تمسكه بالأمل طوال سنين طويلة إلى التجارة الإلكترونية المتسارعة في بلد يعد سوقاً عملاقة في الداخل والخارج، مهتدياً لطريق للحرير جديد، سرعان ما شمل بقاع العالم، وقفز ذاك الدكان الصغير الذي أسس عام 1999 ليصبح أكبر شركة عملاقة في العالم في غضون سنوات قليلة، حيث تعادل وتتعدى ميزانيتها، ميزانيات دول في العالم كثيرة، مثل إيران، في البداية كانت «علي بابا» التي فتحت له مغارته بتلك العبارة السحرية «افتح يا سمسم»، ثم تلتها «تاو باو» اليوم..

يقدر رأسمالها بـ«400» مليار دولار، وبثروة لـ«جاك ما» تصل إلى 21 مليار دولار كأحد ثلاثة من أغنى أغنياء الصين.

«جاك ما» بلغ الرابعة والخمسين اليوم، لكنه قرر أن يتفرغ للعطاء، وبذل الخير، والبحث عن سبله، مقدماً لفرح الإنسان، والتخفيف عنه، وعن آلامه، وتحقيق طموحه، والمساهمة في تطوير المجتمع، ورفعة الوطن، مقتنعاً ومكتفياً بما نال، ليبدأ مشوار العطاء في تطوير التعليم الذي لم ينس تلك المهنة الشريفة، وحماية البيئة، والرقي بالخدمات الصحية، فهو يبحث عن الإنسان ليمكنه من السعادة، وإدخال البسمة له في الحياة!
لمثل «جاك ما» هذا الرجل النبيل اليوم تحية..
وعيد ميلاد سعيد يليق به كرجل شريف، عرف طريق الحب فاهتدى، وسلك درب القناعة فاكتفى!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جاك ومغارة علي بابا جاك ومغارة علي بابا



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates